كيف هو السبيل لعلاج العلة الكويتية، وتشخيص أسبابها- أحمد الدعيج متسائلا ؟!
زاوية الكتابكتب مايو 30, 2011, 11:34 م 679 مشاهدات 0
الكل يعزف على أوتار الدستور
د. أحمد يوسف الدعيج
صاحب السمو أمير البلاد مارس حقه واختار سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد رئيساً لمجلس الوزراء، والانتخابات التشريعية الماضية وعلى الرغم من دعم الحكومة لإنجاح مرشحيها الموالين، وهذا حق لكل جماعة سياسية، تمت بنزاهة وأعني بذلك خلت من التزوير، الشيخ ناصر المحمد الذي يتمتع في حكومته السابعة بأغلبية برلمانية لم تتيسر لمن سبقه من رؤساء الحكومات بذل ما في وسعه واجتهد للقيام بمهام منصبه الكبير، واذا كان اجتهاده يرضي الأغلبية البرلمانية التي لا تتمتع بشعبية كبيرة، فإن الأقلية من النواب المعارضين لسياساته وطريقة ادارته للسلطة التنفيذية التي منحها له الدستور، وهي الأقلية التي تتمتع بحضور جماهيري كبير بين أنصارهم المتذمرين دائماً قد مارست حقها الدستوري في استخدام أداة الاستجواب، وحتى لو تكررت الاستجوابات الموجهة لسمو رئيس مجلس الوزراء من نواب الأقلية البرلمانية المعارضة لسموه فإنهم لم يخالفوا الدستور بهذا الطوفان من الاستجوابات.
المسألة ليست في موالين وصلوا الى البرلمان بطريقة شرعية ولا في معارضين يمارسون حقهم في الاستجواب الذي كفله لهم الدستور، ولا في حكومة ورئيسها يمارسون اللعبة السياسية المتمثلة في كسب الموالين من نواب البرلمان الذين وصلوا عن طريق صناديق الاقتراع، ولكن الخطير في الأمر هو التجاذب السياسي العنيف الذي لا يكاد يتوقف بين الحكومة والمعارضة في الكويت فمثل هذه التجاذبات والمشاكسات السياسية العنيفة، في بعض الأحيان، بين الحكومة والمعارضة لها عواقب وخيمة على مسيرة الأوضاع في الكويت بصورة طبيعية ولا أدل على ذلك إلا تدهور الأنشطة الاقتصادية في البلاد على الرغم مما تتمتع به الكويت من ثروات طائلة كان يمكن استغلالها بطريقة صحيحة تعود بالخير الوفير على الكويت والكويتيين، ولا أدل على المناخ السياسي المضطرب في الكويت وتأثيره السلبي على الاقتصاد إلا التدهور المتمثل في سوق الأوراق المالية، والأهم من ذلك تعطل مشاريع التنمية التي بشروا بها مقارنة بما يحدث في الدول الشقيقة مثل المملكة العربية السعودية التي تمكن رجالها من تنفيذ رغبة خادم الحرمين الشريفين وقاموا في وقت قياسي ببناء صرح علمي عالمي جبار، وهو جامعة البنات.
في الكويت ثمة مرض ما ليست له أعراض محددة حتى يتم تشخيصها والتعامل معها وعلاجها ولكنه على رأي الأطباء «متلازمة» متعددة الأعراض وأعراضها المتعددة متشابكة، لا ندري كيف يتم التعامل مع هذه الظاهرة المرضية العويصة؟ هل يكمن الحل في مؤتمر تشارك به القوى الشعبية والسياسية، معارضة وموالاة، لمناقشة العلة الكويتية وتشخيص أسبابها ووضع حلول ناجعة لها؟ ربما يكون الأمر كذلك، من يدري؟ ولكن لابد من حل.
د.أحمد يوسف الدعيج
تعليقات