انفجار الخلاف السني- الشيعي بالكويت وصل لمسابقة للقرآن الكريم- شملان العيسى يروي لنا جانبا من الخلاف ؟!
زاوية الكتابكتب مايو 30, 2011, 11:33 م 2090 مشاهدات 0
ملتقطات
ايه اللي جايبك هنا؟!
د.شملان يوسف العيسى
اتصل احد الطلبة الجامعيين على قناة العدالة في برنامج «هموم الناس» الذي يقدمه الاخ ابوعيده لينقل شكواه لانه قرأ اعلاناً في كلية الشريعة بجامعة الكويت عن مسابقة لحفظ القرآن الكريم وان الجوائز للمسابقة ستقدم من احدى العوائل الكويتية وبما ان هذا الطالب من حفظة القرآن اراد الاشتراك في المسابقة وذهب في الموعد المحدد الى احد المساجد في قرطبة لمقابلة اللجنة المسؤولة عن المسابقة واستقبله احد مشايخ الدين من اخوتنا العرب وسأله عن اسمه فرد الشاب بان اسمه أحمد…. وطلب الشيخ من الطالب ان يقرأ القرآن وقرأ الطالب الآية التي تذكر «المساجد لله» وهنا تدخل الشيخ وسأله هل انت شيعي أم سني؟ فوجئ الشاب بالسؤال واجاب انا شيعي وهنا تم طرح عدة اسئلة عليه لا تمت للمسابقة بشيء وقال له الشيخ ببساطة «ايه اللي جابك هنا؟».. وترك المسابقة حتى قبل ان تبدأ.
هذه القصة التي بثت على الهواء مباشرة يوم امس الاول «الاحد» لتؤكد ما كنا نؤكده دائما بان انفجار الخلاف السني – الشيعي في البلد وعلى العلن هو اشارة واضحة على بلوغ التمزق في نسيج مجتمعنا مدى بعيداً فلا يجدي انكار المشكلة خصوصا بعد هوشة النواب في مجلس الامة.. اليوم لم يعد التحايل ونفي ازمة الوحدة الوطنية وترديد عبارة اننا مجتمع واسرة واحدة.. فبدلا من مواجهة المشكلة والاعتراف بها والعمل الجاد على حلها اثرنا السكوت والقول كلنا اخوان ومواطنون.
المجتمع الكويتي لم يعرف الطائفية سابقا كما نراها اليوم، لماذا برزت الولاءات الجانبية سواء كانت قبلية أو طائفية؟
هناك اسباب كثيرة لبروز هذه الظاهرة اولها بروز ظاهرة الاسلام السياسي في الوطن العربي وانتشاره في الكويت – ضعف الانتماء الوطني.. فالدولة لم ترسخ مفهوم الدولة المدنية.. بل عززت الولاءات الجانبية لكسب الولاء السياسي.. الثورة الايرانية وكذلك سقوط النظام الاستبدادي في العراق ساعدا كثيرا على تقوية نفوذ الشيعة في الوطن العربي، الطائفية في عالمنا العربي اليوم اصبحت تشكل اكبر المعوقات التي تعاني منها هذه المجتمعات وانها العائق الاكبر للحداثة والنتيجة الاقتصادية فلا يمكن لنا ان نتقدم خطوة للامام اذا لم تتحقق العدالة والمساواة ومبدأ تكافؤ الفرص للجميع واحترام حقوق الانسان.
يبدو ان السياسيين في بلدنا لم يتعلموا درس تمزق المجتمعات العربية في كل من لبنان.. وهو بلد عربي ديموقراطي مستقر نراه اليوم مشلولا بلا حكومة حتى الآن بسبب الصراعات الطائفية وغياب الرؤية الوطنية الموحدة لسياسيي لبنان.. والعراق نموذج آخر لفشل الدولة بسبب الطائفية فالعراق البلد الغني بموارده المختلفة اصبح شعبه فقيرا بسبب الصراعات السياسية.
الكويت تاريخيا ملاذ لكل النازحين من الجزيرة والعراق وايران فرارا من التعصب والحروب الدينية وبحثا عن الامن والامان لذلك اكتسبنا تنوعا منذ تأسيس الدولة يشمل القبائل والطوائف والعائلات.
مجلس الامة الكويتي يشمل كل الطيف السياسي.. فعلى النواب والحكومة تقع مسؤولية وضع اسس جديدة لمجتمع مدني حديث وموحد لكن ذلك لن يحدث لان النواب البعض منهم طائفيون حتى النخاع.. لذلك هم من يثير الفتنة في البلد لان مصالحهم الانتخابية تتطلب منهم اتخاذ مواقف متشددة من الطرف الآخر حتى يفوز بالانتخابات.. اهل الاعتداء والوسطية لا يسمع لهم احد ببركة الحكومة ومجلس الامة وسكون الاغلبية من المواطنين.
د.شملان يوسف العيسى
تعليقات