شئتم ام أبيتم ستبقى الكويت دولة مشيخة، سيبقى آل الصباح حكامنا- عادل الطخيم مستنكرا 'جمعة الغضب' ؟!

زاوية الكتاب

كتب 2996 مشاهدات 0

عادل الطخيم


 
ستبقى دولة مشيخة 

كتب عادل فهد الطخيم : 

 
ستبقى الكويت دولة مشيخة، شئتم ام أبيتم وسيبقى آل الصباح حكامنا، والدستور سقفنا ما بقينا وما بقيت انفاس تدخل وتخرج من صدورنا، ولن تكون الكويت دولة دعاة ديموقراطية يتشدقون بالتمسك بالدستور ثم يعملون بغير ما يدعون. لم يكن اكثر المتشائمين في مسيرتنا الديموقراطية ان يتخيل حجم مصيبتنا وابتلائنا، بل وفجيعتنا في بعض دعاة تمثيل الامة، ولا في بعض الشباب المضلل، ان يبلغ بهم فساد الخلق ذلك المستوى المتدني من بشاعة السلوك بالمستوى الذي ظهروا عليه الاسبوع الماضي ولا بالحالة المزاجية، التي كانوا عليها، وهم يحملون لوحات تنادي بالحرية ودولة ديموقراطية، ثم باللوحات ذاتها يطالبون بلا لدولة المشيخة، الذي فسر بمطالبة سافرة لنسف احدى أهم مواد الدستور، الذي يزعمون التمسك به، وهي المادة الرابعة من دون اي احترام ولا توقير للمقامات السامية.
أقسم بالله العظيم اني وللوهلة الاولى ظننتها ربما من شوارع سوريا او مصر او تونس او اليمن، ولكني أبدا لم اصدق انها من الكويت، بلد النهار والعيش الرغيد والديموقراطية والسقف العالي من الحرية والأمن والامان، الذي يتمنى من تشبه بهم اولئك الصبية عُشر ما هم فيه! لكنه البطر والجور وظلم النفس والفسق على النعمة وغوغاء نواب السكيك والشوارع ومن يدفعهم.
ان افدح الاضرار ترتكب حينما تبلغ الحماقة مداها ببعض النواب وبعض الشباب - ونقول «بعض» ولا نقول «كلهم» - حين يفقدون بوصلة عقولهم بإلهام مغشوش ومخادع من بعض من يطلق عليهم - تجاوزاً - نواب امة وينهجون سلوكيات تسيء الى الديموقراطية بظن خطأ وفهم مغلوط انه تجسيد لمعاني الديموقراطية حين يستبدلون المؤسسات الدستورية والقنوات الشرعية والرسمية بالشوارع والازقة ويفترشون قارعة الطرق ويسدون ابواب رزق الناس. وبالظن الخطأ نفسه والفهم المغلوط - ايضا - حين يتوهمون ان حلم وليّ الامر ضعف ويقومون بكسر القانون والعبث بهيبة الدولة، ثم يقومون بعد ذلك بازدراء انفسهم ومناقضة شعاراتهم بالحرية والديموقراطية وينسون انه لولا ايمان قيادتهم بتلك الحرية والديموقراطية لما تمكنوا من الإقدام على ما يفعلونه. بالفهم الخطأ والعقل المغيب نفسيهما عن معنى الديموقراطية الحقة يستبدلون الحوار والنقاش الايجابي بتصلب ونشافة رؤوس وتسفيه لآراء غيرهم واختزاله فقط، بمنطق أخرق في ان «من ليس معي فهو ضدي» و«من يكون ضد مصلحتي فهو خصمي وعدوي»!
نحن لسنا ضد حرية الرأي طالما انه كان ضمن حدود الالتزام بالدستور والاصول واخلاق اهل الكويت واعرافهم، لكننا ضد الممارسات الخطأ، التي تهدد امن البلاد واستقرارها، فهذا الوضع غير مقبول ولن يستمر ولا يمكن السماح لصبية ومراهقي سياسة ان يخطفوا الكويت من غالبية اهلها، فقريبا جدا سيولد ما ينضوي تحت لوائه غالبية اهل الكويت ويوحد موقفهم ويبرز حقيقة قوتهم وصوتهم على الساحة.. وقريبا جدا سيولد ما يظهر حجم غالبية اهل الكويت وتنهي عنهم صفة الصمت ويعيد الامور الى نصابها الصحيح، ولتلك الفئة الخارجة على قوانين الدولة ودستورها حجمها الطبيعي ولن يفيد مسلم البراك وشلته في ان يخلعوا «غترهم» ليثبتوا للشباب انهم منهم، فيما هم يستخدمونهم لغاياتهم، حتى وان خلعوا «دشاديشهم» وجلسوا يصفقون بالمكسر والفانيلات..! والله المستعان.
عادل فهد الطخيم

 
 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك