عبدالله الهدلق يطالب سفيري ايران وسورية بالكويت ان ينشقا عن 'نظاميهما المستبدين الظالمين لشعوبهما' ؟!

زاوية الكتاب

كتب 814 مشاهدات 0


 

كلمة حق
 

الوفاء للشعب السوري لا لنظامه

 
عبدالله الهدلق
 
 
أليس عجيباً ان يقام مهرجان خطابي تضامناً مع النظام البعثي النصيري الحاكم في دمشق الذي ارتكب المجازر وما زال ضد شعبه واقترف الجرائم والمذابح ضد المدنيين الأبرياء الذين خرجوا في مسيرات سلمية مطالبين بحقوقهم المدنية والسياسية وحرياتهم التي سلبها النظام القمعي المستبد؟! أليس من العجب ان يبقى السفيران الفارسي والسوري ممثلين لأسوأ نظامي حكم عرفهما التاريخ ويستمرا على رأس عملهما في دولة الكويت التي تعتبر أكبر داعم للشعوب العربية في اوقات المحن والازمات؟! وهل هناك محنة او ازمة اقسى واعظم مما يعانيه الشعبان الايراني والسوري من ظلم وقمع واستبداد وتسلط وفاشية نظاميهما الشموليين الحاكمين؟!.
الوفاء والدعم يجب ان يقدما للشعوب ضد انظمتها الفاشية المستبدة، لذا فمن الواجب الوطني والقومي والشرعي الوقوف مع الشعبين السوري والايراني خلال تلك المرحلة الصعبة التي يمران بها، كما ان على سفيري ايران وسورية في دولة الكويت ان يشنقا عن نظاميهما المستبدين الظالمين لشعوبهما وينضما الى صفوف الشعوب الثائرة لأن الأنظمة زائلة والشعوب باقية والاستثمار يجب ان يكون في الشعوب لا في الأنظمة، وبعد نجاح ثورتي الشعبين السوري والايراني وسقوط النظامين، فكيف ستنظر الشعوب للدول التي ساندت ودعمت تلك الأنظمة ضد شعوبها؟!.
عندما اندلعت الانتفاضات الشعبية التي قادها الشعب السوري البطل ضد نظام الاستبداد والفساد الحاكم في سورية، مطالبة بالحرية والكرامة والحقوق، واجهتها قوات النظام البعثي السوري بالاعتقال والقتل والمجازر والمذابح والجرائم المتعددة ضد الانسانية، مما اضطر كثيراً من ابناء الشعب السوري البطل الى اللجوء الى دول الجوار العربية ومنها لبنان، ولكن لبنان مسلوب الارادة، وتحت ضغط «حزب الله!» الارهابي الموالي لكل من نظامي الحكم الفارسي والسوري، فقد منعت السلطات اللبنانية المواطنين السوريين من دخول الاراضي اللبنانية، كما قامت باعتقال عدد من السوريين النازحين الى لبنان، وسلمتهم الى نظام القتلة والمجرمين والسفاحين في سورية، ولكن على الجميع ان يعي ان التغيير في سورية آت لا محالة بسواعد شباب ورجال ونساء سورية الابطال الذين سيقودون سورية نحو النظام الديموقراطي بعد ان حان السقوط الحتمي للنظام السوري البعثي الدموي القاتل.
عندما يصف النظام السوري البعثي النصيري الهمجي ما يجري في سورية منذ بدء الثورة المجيدة بأنه مؤامرة خارجية حبكت بأيد معادية لنهج «الممانعة والصمود والتصدي!» الذي يزعم النظام تبنيه ويدعي اتباعه، والنظام بذلك يعيد الكلام الذي ردده النظام الفارسي الزرادشتي في بلاد فارس «ايران» من ان جماعة مسلحة تحمل فكراً متطرفاً وتمول من دول مجاورة تقوم باستهداف المواطنين وقوات الامن في آن واحد!! ألا يدل هذا الاخراج السيئ لهذه المسرحية الهزلية على سطحية التفكير السياسي لنظام البعث النصيري الفاشل واجهزته الدموية، وعلى تخبط اعلامه في التعامل مع جرائم النظام، وعلى شلل اجهزته الاعلامية في مجاراة الاحداث؟!.
في زمن الاعلام الفضائي والفيس بوك والتويتر واليوتيوب، لن يستطيع النظام البعثي النصيري الحاكم في دمشق حجب الصورة الحقيقية، ولن يتمكن من تقديم المشهد الذي يزيفه ليصبح الشاهد الوحيد على جرائمه ومجازره بالصورة التي يريدها، لقد ازداد عدد المنضمين الى الثورة المجيدة للشعب السوري البطل التي رفعت سقف مطالبها الى المستوى الذي طالبت فيه باسقاط النظام - الذي بات سقوطه حتمياً بعون الله تعالى – وعندما يصل النظام الى نقطة اللا عودة التي لن تجدي معها كل محاولات الاصلاح فلا بد من ازالة بنيان متهالك لنظام بعثي خان شعبه ووطنه، واستبداله بنظام ديموقراطي جديد يتناسب وحجم التضحيات التي قدمها شباب الثورة في درعا الأبية وسائر المدن السورية الثائرة على نظام بشار الأسد المستبد الطاغي القاتل.
في سورية شعب عظيم بطل يتحدى من الداخل نظاماً قمعياً جثم على صدره اكثر من خمسين عاماً، شعب مستعد للتضحية بالحياة في سبيل نيل ابسط حقوقه الانسانية والخروج من السجن السوري الكبير الذي كان يجب ان يتهاوى مع وفاة حافظ الاسد، شعب عظيم رفع شعار «الموت ولا المذلة» يستحق الاكبار والاعزاز، اما النظام البعثي الدموي القاتل الذي لا يحسن سوى القتل لغة يتعامل بها مع شعبه فهو نظام ساقط لا محالة.
سيمضي المجتمع الدولي قدماً في محاصرة النظام البعثي السوري وعزله وفرض عقوبات تدريجية سياسية واقتصادية قاسية عليه ستؤدي الى اضعافه، وتفقده اوراقاً مهمة وتقلص دوره الاقليمي الذي سينعكس سلباً على وضعه الداخلي ويزيد من عزلته الخارجية والداخلية وعلى الرغم من ان المجتمع الدولي يدرك انه غير قادر على اسقاط النظام السوري دون استخدام القوة العسكرية، الا ان تلك الحقيقة لن تعيق تصميم المجتمع الدولي على عزل النظام ومحاسبته ومعاقبته بطرق ووسائل مختلفة.
مئات الآلاف من السوريين طالبوا خلال مسيراتهم واثناء تشييع قتلاهم بسقوط بشار الاسد ورددوا في هتافاتهم «الشعب يريد اسقاط النظام»، وعلى الرغم من ان اضطرابات سورية قد انعشت سوق السلاح في لبنان وايران الا ان شباب المعارضة في سورية الذين يقودون ثورتهم المباركة المجيدة ضد النظام البعثي المستبد يفضلون صفحات الفيس بوك والتويتر واليوتيوب على استخدام السلاح لأنهم يريدون ان تبقى ثورتهم سلمية وبعيدة عن العنف.

عبد الله الهدلق

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك