لهذه الأسباب يفضل باسل الجاسر التجمع في ساحة الإرادة، وليس في ساحة الصفاة ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1026 مشاهدات 0


الصفاة وليس الإرادة.. والأسباب 
 
الخميس 26 مايو 2011 - الأنباء
 
باسل الجاسر

 

انفذ بعض الشباب المحسوب على كتلة العمل الشعبي وبعض التيارات المعارضة ـ والمحصورة في زاوية الضيق من قوة الحكومة الجديدة ـ ما أعلنوا عنه حينما قرروا إقامة تجمع أو اعتصام أو مظاهرة أو شيء كهذا وسموه أو سموها «جمعة الدستور».

نفذ الشباب هذا التجمع في ساحة الصفاة التي تعج بالمحلات والمتسوقين ورغم اعتراض الأمن على المكان وإخبارهم بشكل مباشر بأن التجمع في ساحة الصفاة ممنوع ودعوتهم لهم (الأمن) بأن ساحة الإرادة وساحة التغيير متاحتان ومسموح إقامة هذا التجمع فيهما، إلا أنهم أصروا وبقوة على ساحة الصفاة، وأقاموه بالفعل وحولوه بعد ذلك إلى مسيرة انتهت عند مجلس الأمة! وهذا ما أثار استغرابي وجعلني أبحث عن السبب فوجدت أن كتلة العمل الشعبي تدرك أن الحضور مهما بلغ فإنه لن يتجاوز الـ 500 بأي حال من الأحوال، وهذا ما سيكشف أنهم لا يتحدثون باسم أغلبية معتبرة من الشعب الكويتي في حال ذهبوا لساحة الإرادة التي لن يكون متواجدا بها إلا من هو محسوب على هذا التجمع وجاء لدعمه.

أما في ساحة الصفاة فهي تعج بالدكاكين والمتسوقين ومرتادي مقاهيها فإن تجمع مائتين أو ثلاثمائة من المواطنين المحتجين وأخذوا يطلقون عبارات السب والقدح وإطلاق الصيحات والهتافات فإنه من الضروري أن يلتحم بهم الكثيرون من مرتادي هذه الساحة من باب الفرجة فيتحول الجمع ذو الثلاثمائة مواطن لسبعمائة وأكثر بمخالفة الحقيقة والواقع، لإيصال صورة غير حقيقية عن الوضع.

وللتدليل فإن أي حادث يحدث بالشارع فإنك تشاهد الازدحام بالرغم من أن الحادث وقع بالشارع الآخر، أو عند حدوث «هوشة» فتجد الناس تتجمع لتشاهد وهذا ما كانوا يريدونه بالضبط، إلا أن الناس صار لديهم وعي ومعرفة بأساليب وطرائق المعارضة فتصدت إحدى السيدات الكويتيات الفاضلات لأحد متحدثيهم متهمة إياه بالغوغائية، وتصدى لهم بعض المارة من الكويتيين فطالبوا النواب المتحدثين بالإيفاء بوعدهم وعهدهم بالاستقالة من المجلس إذا لم يحققوا عدم التعاون مع سمو الرئيس بسبب أحداث الصليبخات وبمجرد أن سقط استجوابهم عادوا للمجلس ونسوا وعودهم وتعهداتهم ما كاد يعصف بالموقف ويؤدي للتعارك، وما ان ذهبوا إلى مجلس الأمة ووصلوا إليه حتى تجلت الحقيقة في أبهى صورها، فجزء من رصيف مجلس الأمة احتوى المتجمعين وممثلي الصحافة والإعلام والفضوليين وسكرتارية النواب وبعدها انفض الجمع بكلمة وقحة بذيئة «الأولى تروعه والثانية بضلوعه» ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

لقد اعتادت هذه المعارضة تزوير الحقيقة وتزييفها وليس لي عتب عليها ولا على سكرتاريتها والمنتفعين منها، ولكن عتبي على من ذهب هناك بحسن نية بعد أن صدق أن هؤلاء يريدون الحفاظ على الدستور وصيانته ومن واقع حب الكويت والتضحية من أجلها وهنا أسأل ماذا تحقق للكويت والكويتيين بخلاف تعطيل الشوارع والتسبب في إزعاج الناس وبعض المظاهر الغوغائية التي لا تسر أي كويتي.

لذلك فإنني أدعو كل مقتنع بأي اعتصام أو تظاهرة للمشاركة فيها للتعبير عن نفسه ومطالباته ولكن بالمكان المناسب وهي ساحة الإرادة فليذهب هناك كل من لديه اعتراض أو احتجاج أو أي وجهة نظر ليعبر عنها بما يريد سواء كان ذلك برقي وتحضر أو بغوغائية وسفالة وبالنهاية هناك صحافة وإعلام سينقل الوقائع للشعب الكويتي الذي سيحكم ويحاكم.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك