مستدلا بمثال عن 'الخادمة'- محمد الملا يستعرض 'الفساد السياسي' في الكويت الذي وصل إلى قمته برأيه ؟!

الخادمة والفساد السياسي     
Monday, 23 May 2011 
محمد الملا

يجب أن نعترف أن الفساد السياسي في الكويت وصل إلى قمته، لأن القرارات تصدر لصالح المتنفذين والكبار والنخبة التجارية، اما الشعب فانه لا يشارك في قراره لان ديمقراطيتنا أكلها الفساد السياسي وشرب عليها ، ودخلنا اليوم عصر تكميم الافواه وفقاً للقانون، والمطلوب ألا يطعن في نواب المصالح ولا حتى على وزراء بصامين الذين وجدوا ان الكرامة ماتوكل خبز، وان تقبيل الايادي والخشوم توكل ذهب، وكل رجال الفساد السياسي هم شلة واحدة تقود بعض القرارات الى مصالحهم الخاصة تحت شعارات الوطنية الزائفة وحب الوطن واصبح الشرفاء في كل مكان أقلية لا يصلحون ان يعيشوا في عصر العهر السياسي، وقد اعجبتني مقولة سابقة عن معنى الفساد السياسي تقول: »سأل طفل والده : ما معنى الفساد السياسي؟ فأجابه : لن أخبرك يا بني لانه صعب عليك في هذه السن«.
لكن دعني أقرب لك الموضوع: انا اصرف على البيت لذلك فلنطلق علي اسم... الرأسمالية.
وامك تنظم شؤون البيت لذلك سنطلق عليها اسم...الحكومة.
وانت تحت تصرفها لذلك فسنطلق عليك اسم... الشعب.
اخوك الصغير هو املنا فسنطلق عليه اسم...المستقبل.
اما الخادمة التي عندنا فهي تعيش من ورائنا فسنطلق عليها...القوى الكادحة.
اذهب يا بني وفكر عساك تصل الى نتيجة.
وفي الليل لم يستطع الطفل ان ينام.. فنهض من نومه قلقاً.
وسمع صوت أخيه الصغير يبكي فذهب اليه فوجده قد بال في حفاضته.
ذهب ليخبر امه فوجدها غارقة في نوم عميق ولم تستيقظ.
وتعجب أن والده ليس نائما بجوارها.. فذهب باحثاً عن أبيه فنظر من ثقب الباب الى غرفة الخادمة فرأى اباه معها.
وفي اليوم التالي قال الولد لابيه: لقد عرفت يا أبي معنى الفساد السياسي.
فقال الوالد: وماذا عرفت؟
قال الولد : عندما تلهو الرأسمالية بالقوى الكادحة وتكون الحكومة نائمة في سبات عميق فيصبح الشعب قلقا تائها مهملاً تماماً و يصبح المستقبل غارقا في القذارة.
هذا هو ملخص فسادنا السياسي واللي على راسه بطحة يحسس عليها يا أفندم وشكرا ايها المسؤولون لقد جعلتم الفساد السياسي رمزاً للفساد وجعلتم من يحاربون الفساد هم المفسدين في عصر الانحطاط.
وبالنهاية أود أن اقول أن نظام الحكم في الكويت ديمقراطي، السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعاً.
والله يصلح الحال إذا كان فيه حال.
والحافظ الله يا كويت.