حديث صالحي بكل ثقة ان ايران ليس لها علاقة بشبكة التجسس برأي مرزوق الحربي.. انتهاكاً لسيادة الكويت وتجريحاً للكرامة
زاوية الكتابكتب مايو 21, 2011, 2:56 ص 647 مشاهدات 0
ماذا حدث بعد ساعتين من هوشة مجلس الامة؟
مرزوق فليج الحربي
قام اعضاء في البرلمان الروسي برشق نائب رئيس البرلمان فلاديمير جيروفيسكي بالبيض الفاسد وذلك بعد التصويت على نقل الاسطول الروسي للبحر الميت وفي البرلمان الاردني تم التهجم على العضو حمزة منصور وتم تهديده بنتف لحيته.
صور كثيرة تنقلها لنا الفضائيات والصحافة والانترنت عن المعارك داخل البرلمانات فمن البرلمان الروسي الى الاردني الى برلمان كوريا الجنوبية الى اوكرانيا الى المكسيك الى تركيا صور كثيرة ومتعددة توضح ان البرلمانات ليست اماكن تغشاها السكينة والوقار بل هي كذلك اماكن يحدث فيها صراعات سياسية تصل الى حد التشابك بالايدي وقبلها التشابك اللفظي وان كان الكثيرون ينظرون للبرلمان على انه مصنع القرارات السياسية وقدوة في المجتمع ومن المفترض ان يتنزه عن الصراع بالايدي ولكن في حقيقة الامر ان من يجلس تحت قبه البرلمان بشر يخطئون ويصيبون.
وما حدث في مجلس الامة الكويتي لا يخرج عن هذا الاطار ومع ان التشابك بالايدي بين اعضاء مجلس الامة امر غير مألوف في المجتمع الكويتي إلا انه في النهاية حدث وقع ويعبر عن شحن سياسي ونفسي كانت هذه نتيجته، وبتدخل صاحب السمو الكل متوقع ان الامور سوف تهدأ وتعود لطبيعتها.
وعندما حدثت المشاجرة في مجلس الامة كانت حديث الناس وتناقلتها الفضائيات وخرجت لنا النكت واصبحنا مع تويتر كأننا نعيش داخل الهوشة لحظة بلحظة وكل من تقابله يسألك عن اخبار الهوشة وعاش اهل الكويت يوماً حافلاً وليس لهم سيرة الا سالفة الهوشة وكل شخص يحللها من زاويته ويضيف البهارات اللي تجملها وتزينها عند الآخرين.
ولكن ما حدث بعد ساعتين من هذه الهوشة كان اخطر بكثير من هذ االصراع اللحظي في المجلس ما حدث بعد ساعتين من الهوشة في نظري يعتبر انتهاكاً لسيادة الكويت وتجريحاً للكرامة، ما حدث بعد ساعتين من الهوشة هو زيارة وزير الخارجية الايراني على اكبر صالحي لمجلس الامة ليتحدث بكل ثقة ان ايران ليس لها علاقة بشبكة التجسس ضارباً عرض الحائط بالقضاء الكويتي النزيه الذي يعمل على هذه القضية ولم يفصل بها الى الآن ومبرئاً ايران من هذه التهمة وطالب بعودة العلاقات الكويتية الايرانية بدون ان يقدم اي مبادرات حسن نية من قبل ايران اضافة الى انه ابلغ عن انزعاج ايران من تدخل درع الجزيرة في القضية البحرينية وطالب الكويت باستئناف دورها في الحوار بين الحكومة البحرينية والمعارضة الشيعية وانتقد التأجيج السياسي ضد الاوضاع السورية، وشدد على ان ما يفعله البعض ضد النظام السوري ماهو الا خدمة للأعداء والصهاينة.
واضح ان وزير الخارجية الايرانية كان لديه اجندة ايرانية يريد تطبيقها لدينا متناسياً التهديدات الايرانية بأن جميع دول الخليج تتبع ايران وأن هذا الخليج فارسي وليس عربياً ومتناسياً التهديد المباشر بضرب دول الخليج ومتناسياً الدور الايراني التجسسي ومتناسياً دور ايران ضد الحكومة البحرينية ودعمها للنظام القمعي السوري.
وكنا نتمنى موقفاً حكومياً قوياً بقوة الموقف السعودي او البحريني ضد التبجح السياسي ولكن خاب الامل بأن الحكومة الكويتية وافقت على عودة السفراء وأن الطرفين الكويتي والايراني اتفقا على مواصلة الحوار بينهما والتنسيق المشترك فيما يهم أمن الخليج وتطوير العلاقات بين البلدين وتجنب تعكير صفوها.
واضح ان ايران تريد مع الكويت ان تكون خصماً وحكماً في نفس الوقت تهددنا وتطالبنا بأن نتحاور معها تتدخل بالشأن البحريني وعندما تخسر الجولة تطالبنا بأن نكون وسطاء بين الحكومة البحرينة والمعارضة تمنعنا ان نكون ائتلافاً مع المنظومة الخليجية وتنزعج لتدخل درع الجزيرة في البحرين وبنفس الوقت تطالب بدعمنا للنظام السوري القمعي ومع القوى الداعمة له.
بالنهاية ايران دولة قمعية قمعت شعبها وقتلتهم بالطرقات فلا نرجو منها خيراً وهي تمارس دورها القمعي.. فنتمنى ان تكون حكومتنا اكثر حكمة واكثر عقلانية واكثر قوة في التعامل مع الملف الايراني... ولا نريد كل عشرين سنة نعيش احتلالاً بسبب سوء تعاملنا في الاحداث.
تعليقات