اي نظام اذا لم يدافع عنه شعبه فلن تحميه كل قوى الأرض.. يوسف المباركي معلقا على انضمام المغرب والأردن لدول مجلس التعاون الخليجي
زاوية الكتابكتب مايو 18, 2011, 4:27 ص 878 مشاهدات 0
الشعوب تحمي أنظمتها
كتب يوسف مبارك المباركي :
إن صدى التوجه لضم الأردن والمغرب لدول مجلس التعاون الخليجي كان مفاجئا من القمة الخليجية التشاورية بالرياض الأسبوع الماضي، واستقبل الخبر ما بين مؤيد ومعارض، وتأتي هذه الخطوة على اثر المتغيرات التي تحدث في الساحة العربية وبعد سقوط نظامي مصر وتونس والتحرك الشعبي غير المسبوق في ليبيا وسوريا واليمن، وما اصاب البحرين. فكان الهاجس الأمني لدى منظومة دول مجلس التعاون هو الحفاظ على استمرار الأنظمة الوراثية فيها بعد اكتشاف النوايا التوسعية والخطيرة لدى ايران من تدخل سافر بالشؤون الداخلية لدى تلك الدول، اضافة الى التصريحات غير المسؤولة والاستفزازية من قبل ايران ان دول مجلس التعاون الخليجي بامكانها الاعتماد على نفسها وحدها والتحام شعوبها والذود عن تلك الانظمة لا أجهزة المخابرات بهذه الدول، التي يجب ان تقدم لشعوبها وجبة «الحرية»، فـ «ليس بالخبز والمال وحدهما يحيا الانسان»، اننا نعيش في القرن الحادي والعشرين، وما زال البعض لا يؤمن بالرأي والرأي الآخر، ناسين ومتناسين ما احدثته ثورة الانترنت، مما جعل العالم قرية صغيرة. فكانت مواقع الفيسبوك وتويتر وغيرهما هي القاسم المشترك بين العالم أجمع واللغة الرسمية له وما زالت الصحف بهذه الدول تشطب هذه العبارة وتمنع تلك المقالة، لانها من وجهة نظرها تدخل في المحظورات، قلنا بالكويت وعظة وعبرة، لقد مر عام 1990 بزلزال اسقط النظام والدولة، لكن الشعب لم يسقط، وظل متمسكاً بالشرعية الدستورية، لانها توجد بيعة برقبته وعقد اجتماعي تم التوافق عليه فكان الدستور الكويتي الصادر عام 1962 هو صمام الأمان بعد الله سبحانه وتعالى، من عاتيات الدهر.
فانني اوجه رسالة تقدير واجلال الى قادة دول مجلس التعاون، لسنا ضد انضمام المغرب والأردن، بل اننا مع الوحدة والتضامن العربي كله لكن قبل تفعيل هذه الخطوة، علينا بالشروع والعمل الفعلي من التنازل لهذه الشعوب وان يشاركوا باتخاذ القرار السياسي وهذا ليس فيه انتقاص منكم، لقد قام بهذه الخطوة من كان قبلكم الأمير الراحل المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح، طيب الله ثراه، قبل خمسين سنة وتمت صياغة الدستور الكويتي، لانه ذو نظرة ثاقبة، فهو حصن النظام السياسي الكويتي وحفظ حكم الاسرة الى ابد الآبدين، اضافة الى مشاركة الشعب وممارسة حقه في مجلس الأمة فعليا، وليس صورياً.
واي نظام اذا لم يدافع عنه شعبه فلن تحميه كل قوى الأرض، لانه في النهاية يحكم هذا الشعب لا غيره.
اللهم ارزق ولاة أمورنا البطانة الصالحة وحبب اليهم الرعية وحبب الرعية فيهم.
تعليقات