حول تقرب ايران لدول أميركا اللاتينية وعلاقة حزب الله بتجارة المخدرات وغسل الأموال في كولومبيا.. تكتب د. حنان الهاجري

زاوية الكتاب

كتب 3793 مشاهدات 0




حضن إيراني لأميركا اللاتينية 

كتب حنان الهاجري : 

 
بدأت إيران بالهرولة باتجاه بعض دول أميركا اللاتينية قبل سنوات قليلة، وذلك رغم كون رؤساء الدول التي اختارت ان ترتبط بها سياسيا واقتصاديا وعسكريا كفنزويلا وباراغواي وبوليفيا والاكوادور ينتمون أيديولوجيا الى اليسار الجديد، ولا يشتركون مع الرئيس الإيراني الإسلامي المحافظ محمود أحمدي نجاد في شيء يذكر، سوى العداء للولايات المتحدة ربما. وذلك إن قررنا ان نتجاهل ما ذكرته قيادة البحرية الأميركية في ميامي قبل سنتين حول علاقة حزب الله بتجارة المخدرات وغسل الأموال في كولومبيا، او بلوردات المخدرات في المكسيك حسب تقرير «لوس انجلوس تايمز» في الوقت ذاته، مما يبرر رغبة طهران في التواجد في المنطقة مستغلة فشل الإدارة الأميركية السابقة والحالية في تغيير السياسة تجاه القارة المنسية والمهملة. ايران ايضا لها تواجد مريب في نيكاراغوا التي وعدتها بمليار دولار للمساعدة في مشاريع تتعلق بالطاقة والزراعة بعد ان بنت لها مستشفى وأقرضتها لبناء سد هيدروليكي ووعدت بتمويل ميناء بحري فيها من جهة المحيط الأطلنطي، فيما تعتبر سفارة ايران فيها من أكبر السفارات في المنطقة من حيث عدد العاملين! وبينما تمتد جذور علاقة إيران بفنزويلا إلى منظمة أوبك وخطابات هوغو شافيز المعادية لأميركا والتي راقت لنجاد كثيرا، فإن الأمر بخصوص بوليفيا بات يسترعي الانتباه أكثر من السابق.
في شهر أكتوبر من عام 2007 نشرت مجلة تايم تقريرا حول علاقة بوليفيا بإيران، واصفة تلك العلاقة بالدافئة، وذلك قبل ان تتضح الصورة أكثر ليبدو الأمر أخطر من تمويل مصنع اسمنت (بالتشارك مع فنزويلا) او افتتاح عيادات صحية. ما حدث بعد ذلك خاصة بعد إلغاء ميزة الإعفاء الضريبي للمنتجات البوليفية المصدرة الى الولايات المتحدة في 2008 واتهام واشنطن بتمويل المعارضة البوليفية قبل وبعد وصول موراليس للسلطة ساهم بشكل كبير في دفع بوليفيا باتجاه الحضن الإيراني المليء بالوعود والمال. تعد بوليفيا من أفقر دول أميركا اللاتينية واقلها نموا، حيث يقع أكثر من ثلاثين في المائة من شعبها تحت خط الفقر، لذا لا يمكن ان تلام على البراغماتية التي تصرف وفقها موراليس بخصوص المساعدات والاستثمارات الايرانية المغرية. بدلا من ذلك يجب أن توجه الأنظار الى الدوافع الإيرانية التي جعلت احمدي نجاد ينفق ملياراً في تلك الدولة على مشاريع اقتصادية ذات طابع صناعي وتجاري، خاصة في ما يتعلق بالتنقيب عن الليثيوم الذي تعتبر أراضي بوليفيا الأغنى به عالميا والذي تراقبه روسيا بكثير من الطمع والترقب.
لم يعد التوجس من التوسع الايراني في اميركا اللاتينية يخص الولايات المتحدة وحدها، لأن نتائج وصول ايران الى المواد التي ستساعدها في صناعة سلاحها النووي ستطول الدول المحيطة والقريبة منها. لذا لعل من الحكمة أن تفكر دول مجلس التعاون الخليجي الثرية بقطع الطريق على هكذا مشروع وأن تلتفت الى اهمية أميركا اللاتينية، على أن تختار منها بعناية دولا تتعامل وتتعاون معها بعيدا عن توقيع بروتوكولات تعاون واتفاقات قيمتها الفعلية تقل عن ثمن الورق الذي طبعت عليه، بينما يتواصل توافد رجال الأعمال والأطباء والمهندسين والمدرسين والدبلوماسيين الإيرانيين على دول أميركا اللاتينية بشكل مكثف ومنظم.

د. حنان الهاجري
 
 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك