حل الجمعية حماية لأعضاء الجمعية من المحاسبة في بعض الحالات.. رأي عبدالعزيز الكندري
زاوية الكتابكتب مايو 16, 2011, 12:43 ص 580 مشاهدات 0
دولة الجمعيات التعاونية
عبدالعزيز الكندري
لسنا بحاجة إلى كثير من الإيضاحات حتى نتحدث عن دولة الجمعيات التعاونية وفساد بعض إداراتها وما يجري في دهاليز بعضها، فأنا متأكد من أن أغلب القراء لديهم تجارب مع بعض الجمعيات التعاونية، سواء من رفع الأسعار بشكل جنوني أو بصورة غير مبررة وغيرها من الأمور، ناهيك عن المستوى العلمي المتدني لعدد من أعضاء مجالس إدارات هذه الجمعيات والذين يجب أن يكون لديهم حد أدنى من الأمور الإدارية خلال تصرفهم في مئات الملايين من الدنانير الخاصة بالمساهمين.
وأخطر ما في الأمر ليس مسألة سوء الإدارة لدى بعض أعضاء الجمعيات أو بعض المشاكل التي تخرج للنشر إذا اختلف بعض الأعضاء، ولكن الأخطر من ذلك هو أن تصبح هذه الأمور ظاهرة عامة لدى كثير من مكونات الشعب وكأنه أمر عادي متعارف عليه، بل والسكوت عن الموضوع وإعادة انتخاب نفس الأعضاء بسبب «الطائفة أو القبيلة أو العائلة» وهنا تكمن الخطورة.
كما لا يخفى عليكم حجم الملايين التي تختفي من الجمعيات لأسباب متنوعة، إما بسبب سوء الإدارة أو بتوزيع هذه الأموال تحت بند الخدمات لأسباب شخصية وقد تكون انتخابية لأن عضو الجمعية لديه طموح سياسي فيمهد الطريق لذلك، وهنا يبرز الدور التشريعي لأعضاء مجلس الأمة لإيقاف هذا العبث، حيث بات من الضروري تعديل النظام التعاوني بشكل جذري أو حتى خصخصة هذه الجمعيات وفتح المجال أمام المنافسة بين المختصين، بشكل يحد من هذه الخسائر أو دراسة أي مقترح عملي آخر كتعديل طريقة انتخاب أعضاء الجمعية التعاونية.
ومن نافلة القول ان وزارة الشؤون غير قادرة على إدارة هذا الملف الشائك، وذلك لأسباب كثيرة منها الروتين الحكومي وكثرة أعداد الجمعيات التعاونية، بالإضافة إلى المناطق الجديدة مع فيتامين «واو» الواسطة التي تتدخل في العادة لحماية بعض تجاوزات بعض الجمعيات التعاونية، وقد يكون حل الجمعية حماية لأعضاء الجمعية من المحاسبة في بعض الحالات.
والحديث عن فساد الجمعيات التعاونية لا يعني أن الكل لديه سوء إدارة، فهناك بعض الشخصيات الرائدة والتي تتفنن في إدارة الجمعيات ومن هذه الجمعيات على سبيل المثال جمعية ضاحية صباح السالم والتي بلغ ربح الجمعية 9% ولأول مرة في تاريخ المنطقة ومنذ تأسيس الجمعية لم تبلغ الأرباح هذا الرقم، وذلك بسبب الإدارة الحصيفة والأمانة والتخلي عن مسألة الانتخاب على أساس القبيلة لدى أعضائها فلهم كل التحية والتقدير، وجمعية القادسية حيث لدى مساهميها رضا كبير عنها وجمعية الروضة والشامية والنزهة والرميثية والخالدية وغيرها كثير من الجمعيات التعاونية التي هي أفضل حالا من الكثير.
تعليقات