د. نجاة الجاسم تكشف عن سر سعادتها بالقراءة والكتابة عن الأئمة الأربعة
زاوية الكتابكتب مايو 15, 2011, 10:26 م 3601 مشاهدات 0
الدعوة السلفية لا ترفض التجديد
كتب الاستاذة الدكتورة نجاة عبدالقادر الجاسم
لست بصدد الكتابة عن نشأة الحركة السلفية، أو عن عناوينها والمسميات التي تطلق عليها، أردت فقط تسجيل بعض الخواطر البسيطة بشأنها.
لقد كتب وتحدث العديد من المؤرخين والعلماء والكتاب عن هذه الحركة التي كثر الحديث عنها خلال هذه المرحلة، وازداد التعرض لها في هذه الايام لأسباب سياسية.
هناك من أشاد بها وهناك من انتقدها ولا يزال اما انا فأقول: ما اجمل القراءة عنها وما أروع الكتابة حولها، لذلك اشعر بالسعادة عندما اتحدث عنها في محاضراتي لطلبتي في الجامعة، وكذلك اطمئن عندما اقرأ عن الائمة الاربعة يرحمهم الله.
وكلما قرأت سيرة الامام احمد بن حنبل يرحمه الله اشعر كم نحن ضعفاء في هذه الدنيا، وعندما أقرأ عن شيخ الاسلام احمد بن تيميه يرحمه الله أدرك معنى الاصرار والصبر، وعندما اقرأ عن الامام الشيخ محمد بن عبدالوهاب يرحمه الله ادرك معنى العزيمة ومع كل هؤلاء افهم معنى الايمان والتوحيد الذي اجتمعوا عليه وعلى الدفاع عنه، انه التوحيد بالله عز وجل انه الايمان به لا شريك له، انها السلفية التي تدعو الى التمسك بالقرآن الكريم والسنة النبوية وآثار السلف الصالح وانها الاساس.
كلما قرأت عن السلفية الأولى وعن مفهوم الايمان عند الامام احمد بن تيميه، وكذلك كلما قرأت عن السلفية الجديدة أو التي تسمى في بعض الاحيان «التقدمية» أسأل نفسي لو لم يتحرك الشيخ ابن تيميه ثم الشيخ محمد بن عبدالوهاب يرحمهما الله كيف سيكون حالنا، فأحمد الله عز وجل، فقد كان الخوف على الاسلام والايمان الحقيقي ببساطته وروعته هو الذي أدى الى ظهور هذه الحركات، وبروز النزعة الفكرية السلفية في التاريخ الحديث والمعاصر، والاساس هو شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ان السلفية لا تعني الجمود والتراجع والتخلف والتشدد الذي يخالف الشريعة، فإذا راجعنا فقه الامام احمد بن حنبل يرحمه الله سوف نجد فيه الكثير من التيسير خاصة في العلاقات الانسانية، فإذا اصاب الغلو بعض اتباع الحركة فهذا لا يعطي الحق لخصومها محاربتها والنيل من مبادئ الحركة الاصلية والدعوة لفصل الدين عن الحياة والسعي لترسيخ القيم الغريبة والقول ان التقدم لا يتم ويتحقق الا من خلال الهوية الغربية، وتناسي حضارات العالم الاسلامي وتأثيرها التاريخي على العالم الغربي.
المهم هو فهم الدين على حقيقته وبساطته وروعته ومن كل جوانبه وبهذه المناسبة أود الاشارة الى ضعف تأثير الخطاب الديني والاعلام الديني، وانا هنا اتحدث عن الكويت رغم الجهود التي تبذلها بعض الشخصيات، لكن لا يزال الامر بحاجة الى رعاية واهتمام ولا يتأتى ذلك الا من خلال الشعور العام بخطورة ما نشهده يوميا من تحولات اجتماعية وسياسية وثقافية.
واخيرا فإن السلفية لا تدعو الى الجمود، وانظر الى الاجتهاد عندئذ سوف تدرك ايها القارئ انها حركة تجديد، لكن المهم تعزيز الثقة بالنفس والثقة بأن الاسلام فيه الكثير من الحلول لكل القضايا وانه يدعو الى الايجابية في الحياة والشجاعة والصبر وأن ندرك ان التمسك به من اهم عوامل الاستقرار لأنه هو الهوية الاصلية والله ولي التوفيق.
تعليقات