'الكويت راقصة بين عاشقين'- وصف يؤيده حسن كرم ؟!
زاوية الكتابكتب مايو 12, 2011, 11:32 م 1626 مشاهدات 0
راقصة بين عاشقين!!
حسن علي كرم
لم اسمع شفاهة، ولا قرأت نصاً مكتوباً عن وصف وضع الكويت الاقليمي قبل النفط على انها (راقصة بين عاشقين) الا أخيراً عندما قرات عنواناً مقالة لاحد الزملاء الكتاب المرموقين قام بنشرها على موقعه الخاص قبل ايام.
واذا صدقنا ان ذلك الوصف ينطبق على وضع الكويت قديماً او حديثاً، فلا نرى ان ذلك يعيبها. رغم ما ينطوي عليه ذلك الوصف من سوء الاختيار هذا اذا تأملنا وضع الكويت ووقوعها بين بلدين عملاقين بالمقارنة لمساحتها الجغرافية، فالكويت مثل الوادي السحيق الذي يقع بين جبلين ضخمين..!!
ولعل من مفاخر الكويت، رغم صغر مساحتها وحساسية موقعها الا ان الكويتيين لم يدخروا جهداً عن حمايتها والدفاع عنها وصونها من البغاة والطامعين وتاريخهم يشهد على ذلك.
وستبقى الكويت قوية ومصانة من رب العالمين مابقى اهلها مجبين ومتفقين على حبها وصونها تجمعهم كلمة الكويت وحب الكويت.
لقد حبى الكويت – هذه البقعة المباركة – محبة الدنيا ومحبة اهلها لما جبلت على تقديم الخير والعون الى الشعوب القريبة والبعيدة سواء من خلال تنفيذ المشاريع الخيرية التي يقوم بها اهل الكويت من المحسنين او من خلال تحويلات العمالة الوافدة، او من خلال المنح والهبات والمساعدات التي تقدمها الدولة الكويتية الى الدول عبر صندوق التنمية الكويتي.
ورغم قسوة الظروف وشظف الحياة لكن لم تعرف الكويت الضنك فلا بات انسان فيها عرياناً او مات جوعاً انها ارض الخيرات التي هفت قلوب اهلها وقلوب القادمين اليها حباً وشغفاً.
ولعل احتساب الكويت للاوضاع الاقليمية التي بقيت غير مستقرة فذلك لايعني انها ارتمت في حضن هذا او تمايلت لذلك، لكن الاوضاع هي التي فرضت عليها كدولة صغيرة وغنية وفي موقع استراتيجي خطير ان تبقى على وفاق وتصالح مع الجميع وهذا لا يعيبها بل يحسب لها لذلك فقد قامت سياستها منذ نيلها الاستقلال على مبادئ الحياد ورفض المحاور وعدم التدخل في شؤون الغير، وكان الرجاء ان يتعامل الآخرون مع الكويت بالمثل..!!
واذا كانت الكويت في الظروف الاقليمية الراهنة تواجه ضغوطاً داخلية او ضغوطاً خارجية بغية تغيير مواقفها وسياساتها لصالح او أوضاع اقليمية فلا ريب يبقى من الحكمة والحصافة الا تنجر الكويت الى تلك الضغوط او تميل الى تلك الاصوات..
ان تجربة حرب ثماني السنوات العراقية الايرانية العبثية والتدميرية ومن بعدها تجربة الغزو الغاشم كافية لكي تدرك الكويت خطرا الاصطفاف العبثي. خاصة اذا كانت تلك الاصطفافات او المحاور لاتنسجم ومبادئها الثابتة.
لا رقص ولا غنج مع او الى الآخر ولكن لزوم الامن والاستقرار والبعد عن الازمات اقتضت من الكويت ان تميل كفة الميزان بما تقتضي الظروف.
حسن علي كرم
تعليقات