عصام الفليج يكتب عن أصل 'الشماغ الأحمر' بعد منع المذيعين من إرتدائه بالنشرات الإخبارية ؟!
زاوية الكتابكتب مايو 12, 2011, 12:04 ص 3529 مشاهدات 0
الأوان
أصل الشماغ.. والهوية
د.عصام عبداللطيف الفليج
أصدر وكيل الاعلام المساعد لشؤون الأخبار تعميما ينص فيه على التزام المذيعين بلبس الغترة البيضاء عند الظهور في التلفزيون، وقد خانه التعبير بقضية «الهوية الوطنية»، وأعطي الموضوع – باعتقادي – حجما أكبر مما يحتمل تأويله، وقابله للأسف تحدي بعض المذيعين بعدم الالتزام به، وهذا يعد قرارا اداريا ينبغي عدم التعامل معه بشخصانية.
الكل يعرف ان العديد من المؤسسات تلزم العاملين فيها بزي موحد، ففي البنوك مثلا من يلبس الدشداشة يلتزم بلبس الغترة والعقال ولا يداوم بقحفية أو كاشف الرأس، ومن يلبس قميصاً و«بنطلون» يلتزم بالكرافتة.. وهكذا.
فالأمر طبيعي وتنظيمي ولا غبار عليه، وباعتقادي أننا بحاجة لتكويت عموم مذيعي تلفزيون الكويت من حيث الزي، فمن غير المعقول ان يلبس المذيع الكويتي بدلة أو «تي شيرت» بلا هدف، ولعلنا نستثني البرامج الرياضية في الملاعب لطبيعتها، ومن يشاهد مذيعي «تلفزيون الوطن» يلاحظ ذلك، وأذكر أنني قدمت ملاحظة لقناة «الوطن» عن لبس أحد المذيعين البدلة دون داع، فأخذوا بملاحظتي عن اللبس الوطني.. غترة وعقال.
فالمقصود بالهوية الوطنية هنا هو الزي الوطني، ولتوحيد الصورة الذهنية اختير اللون الأبيض.. الأكثر راحة لعين المشاهد.. لا أكثر. ولو شاهدنا مذيعي دول الخليج لعرفنا بلد المذيع دون الحاجة لسماع صوته، وهذا هو المقصد.
وأتمنى هنا وضع ضوابط للزي النسائي أيضا، باتجاهين.. الاقتراب من الزي الوطني (لاحظ الاقتراب)، والتستر قدر المستطاع.
٭٭٭
من اللطائف الخاصة بالشماغ ما وصلني من الشيخ عبدالعزيز العويد..
«الغترة» كلمة عربية من الغتراء، وهو ما كثر صوفه من الأكسية.
وأما «الشماغ» فهي كلمة تركية، ولفظها الأصلي «يشمغ» ومعناها النقاب. وقد جاء في القاموس التركي «ياشماق» وتعني غطاء الوجه عند النساء، ويراد به البرقع الخفيف الذي تتبرقع به التركيات، وذكر بمعنى اللثام أو النقاب وحرف بعد قلب القاف غيناً.
ويقال: ان أصل الشماغ الأبيض والأسود الذي يلبسونه في بعض البلاد كالعراق وبعض بلاد الشام.. أن الجنود العرب كانوا يلبسونه أيام الانجليز. وذكر أنه ابتكر الشماغ في العراق بمدينة بغداد حوالي سنة 1915م، وقد ذكرت مجلة التراث الشعبي العراقية ان الحياك موسى كراده مبتكر صناعته، ولكنه عجز عن تلبية طلبات الناس، مما دعا أحد التجار في بغداد الى ارسال نموذج منه الى أحد المعامل في بريطانيا طالباً تجهيزه بكميات كبيرة منه، وقد أدى وصول الانتاج الانجليزي الى انخفاض الأسعار، وسميت آنذاك بالشماغ اللندنية.
وأما «الكوفية» فهي غطاء الرأس، وسميت بذلك نسبة الى الكوفة حيث كانت تنسج في أيام العصر العباسي، وأخذت منها تسمية «الجفية» وهي لغة في العراق.
وأما «القحفية» فمأخوذة من قِحف الرأس – بكسر القاف – وهو العظم الذي فوق الدماغ. و«الطاقية» كلمة تركية، وقد يكون أصلها «تقية» لأنها تقي من الشمس وغيرها.
٭٭٭
قال طفل يهودي لطفل فلسطيني: أخبرني أبي أنكم العرب أشرار وارهابيون.
فَرد عليھ الطفل الفلسطيني: أبي لم يخبرني شيئا.. لأن والدك قتلھ!.
د. عصام عبد اللطيف الفليج
تعليقات