فهيد البصيري يطالب أتباع 'الفقيه' خامنئي بالكويت ان يُوضحوا له 'الولاء المزدوج' ؟!
زاوية الكتابكتب مايو 8, 2011, 12:32 ص 1327 مشاهدات 0
فهيد البصيري / الولاء للفقيه... والدعاء للوطن!
وبسم الله الرحمن الرحيم بدأ البرنامج، وكان مقدم البرنامج فلتة من فلتات الزمان، كحال مقدمي البرامج في المحطات المحلية، وبعد البسملة والتقديم والاستعاذة من الشيطان الرجيم ألقى بسؤاله على ضيوف البرنامج الكرام، وتركهم لضمائره وترك المشاهدين لقدرهم وانصرف لحاله وراح يغرد بهاتفه النقال على التويتر!
ومصيبتنا أن من لا يعرف الضيفين يعتقد أنهما من مفكري هذا العصر ومصائب علمائه، بينما هما النائب وليد الطبطبائي، والنائب فيصل الدويسان، والحقيقة أنني لست من المعجبين بهما رغم أنهما من عجائب الدهر! ومع ذلك فأنا أتمنى لهما دوام الصحة وموفور العافية، والابتعاد عن التفكير نيابة عن الأمة رحمة بنا وبهما، ولكن قدر الله وما شاء فعل، فأصبحا ممثلين لنا في المجلس (وما لك إلا مجلسك ولو كان أعوج) ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولكي لا يضيع خيط الحديث فقد كانت الحلقة الفكرية الثرية عن شبكة التجسس الإيرانية وهل هما مؤيدان أم معارضان لشبكة التجسس!
ويبدو أن الدويسان كان أكثر تحضيراً من محاوره، فقد قام مع سبق الإصرار بترصد كل ما تفوه به الطبطبائي في الأيام الماضية، واكتشف أنه أخطأ في أحد تصريحاته الفنتازية في التفريق بين (الكونفديرالية والفيديرالية) ولو رجع الدويسان لفترة أطول لوجد عند الطبطبائي مصائب ولكنه اكتفى بما وجد، وكان ليلاً أغبراً على الطبطبائي الذي احتار في رد التهمة عن نفسه، فرح الدويسان فرحاً شديداً بالاكتشاف العظيم وراح في موال (كونفديرالية وفيديرالية) وكأنه اكتشف سرا من أسرار الدنيا إلى أن قال له المذيع الجملة الوحيدة التي كان يحفظها «لنخرج فاصل ثم نواصل» وبالفعل بعد الاستراحة واصل الدويسان مواله! ولا يخلو البرنامج من الطرافة وهو شيء ليس بغريب نظراً لسعة أفق الضيوف وثقتهم بسعة صدور المشاهدين، حيث يقول الدويسان للطبطبائي بكل رقة وعفوية: يا أخي هل ترضى بما فعلوا بجدك في كربلاء؟
ومع سخونة الحوار ودهاء المقدم الذي (ودانا بداهية)، يتحمس الدويسان ليعلن وبفخر أنه من أتباع السيد علي خامئني، والمعروف أن خامئني هو الولي الفقيه في إيران لا في الكويت! وهنا علة العلل، فمرجعية الدويسان ليست للكويت ولا لمصلحة الكويت بل حسبما يراه المرشد والقائد السياسي الإيراني، وهنا الكارثة فالأجندة السياسية الإيرانية هي أجندة الدويسان ومرجعيته! ولا أدرى عندما تتضارب مصالح الكويت مع إيران هل سيكون النائب الدويسان في صف الكويت أم سيكون في صف خامئني؟ ومعلوم أن إيران لا تتخذ أي موقف سياسي دون فتوى وقرار من المرشد الديني علي خامئني بصفته الولي والفقيه وولي أمر المسلمين، فإن قال انه مع الكويت فهنا يكون قد أخل بأهم شرط في المذهب الشيعي وهو ركن الإمامة، وهو في منزلة الصلاة والصوم والشهادة، وسيخرج من الملة أي من المذهب الشيعي! وإن قال أنه سيتبع الولي الفقيه الإيراني سيكون قد أضر بمصلحة الكويت، والمشكلة معقدة وأزلية وتشمل السنة والشيعة لأنها تتصل بحب الله وطاعته، ولكنها أكثر تشدداً لدى الشيعة كونها ركنا من أركان الإسلام لديهم، وحيث لا يصح إسلامهم إلا بإطاعة الفقيه.
ومن هنا نستطيع أن نفهم سبب اتفاق بعض الشيعة مع السياسة الخارجية الإيرانية في العراق والبحرين وسورية فهي سياسة مرجعهم الديني، رغم أن مشاكل هذه الدول سياسية وليست دينية، كما نستطيع أن نعي حجم المشكلة التي يعاني منها الشعب اللبناني وعدم تمكنهم من إقناع «حزب الله» فعليهم إقناع إيران أولاً، ومشكلة ولاية الفقيه مشكلة يكتوي بها الإيرانيين أنفسهم يومياً، والحتمية المنطقية تقول ان دوام الحال من المحال ويجب أن تختلف الأجندات وتتضارب المصالح، وأرجو من أتباع الفقيه علي خامئني في الكويت أن يوضحوا لنا كيفية حل هذا الولاء المزدوج حتى نطمئن ونكون لهم من الشاكرين.
تعليقات