عبثية المشهد السياسي في الكويت يُرجعه نواف الفزيع إلى وجود 'حرب رؤوس' تهدف لضياع البلد ؟!

زاوية الكتاب

كتب 849 مشاهدات 0


داولة
 

حرب الرؤوس

 

 
 
المحامي نواف سليمان الفزيع
 

 
خوفاً من أن يلم بأحد الوزراء ألم ضرس أثناء اجتماعات مجلس الوزراء لذا كان من الضروري تعيين وزير طبيب أسنان ومنها يكون وزيراً على الكهرباء باعتبار أن الأسنان لها علاقة وثيقة بكهرباء البلد، وبهذا نكون قد ضربنا عصفورين بحجر: لو وزير ضرسه يعوره طبيب وزير موجود للعلاج وأزمة الكهرباء محلولة باعتبار أنها ليست بعيدة عن التهاب اللثة!
ولقد كشفت لنا ا لأيام أيضاً أن التربية والتعليم محتاجة محامياً بما أن شكاوى الطلبة على المدرسين بالمخافر قد زادت من قبل أولياء أمورهم وشكاوى المدرسين على أولياء الأمور الذين يفضلون الحل بالعقل «جمع عقال» بدلاً من حل ضابط مخفر المنطقة قد زادت أيضاً لهذا كان من المفروض أن يكون هناك محام وزير للتربية لزوم روحات المخافر ونيابة الأحداث.
أما وزارة العدل فتونا درينا أنها تعاني من مشاكل مالية ولا أفضل من مدير بنك أن يكون وزيراً عليها حتى ينقذنا من مغبة إفلاس العدل في هذا البلد.
في هذا البلد طبيب أسنان وزير كهرباء ومحام وزير تربية ومدير بنك وزير عدل ودكتور بهندسة البترول مسؤول عن البيئة ودكتور بالرياضيات مسؤول عن المعاقين ودكتور تسويق مسؤول في خطة تنمية ودكتور جغرافيا مسؤول عن التخطيط، والله ما شهدنا على تخبط مثل هذا لا في أكثر الدول تخلفاً ولا في أكثرها تقدماً، فهل البلد تعيش حالة خرف أو زهايمر وفي مراحله المتقدمة أيضاً؟!
حالة زهايمر الظاهر حاشت بعض نواب الشيعة للأسف فتوهم صحوا على المال العام مع احتمال إعادة توزير الساير، المال العام الذي غض البعض النظر عنه في إعلانات الداخلية واعتبروا كأنه ما حصل فجأة يصحون له مع الساير؟
وينكم عن المال العام في تجاوزات «الكويتية» ومولدات 2007 والفحم المكلسن أم أن هذه ليست مال عام والمال العام ما صحيتوا عليه إلا مع الساير؟
لنفترض أن الموضوع مع الساير موضوع مال عام وليس موضوع مناقصة ألغاها الساير، ألا يجب أن تقفوا في قضايا المال العام على مسافة واحدة ولا تكون المسألة اصطفافاً مذهبياً لأجل قيادي أو تاجر كبير؟!
نعتقد أن الإخوان النواب الشيعة تناسوا أنهم قد خرجوا من دائرة الأغلبية فيها سنية والأغلبية السنية أعطت أصواتها أيضاً للنواب الشيعة الحاليين، ونعتقد أن هذا الاصطفاف الواضح والذي لا يحتاج لتحليل أو تفسير سيجعل الأصوات السنية حكراً على السنة والشيعة حكراً على الشيعة، عندها ستخسر الأغلبية الشيعية أغلبيتها في الدائرة الأولى وستخسر الكويت في تمزيق طائفي بغيض بسبب ممارسات لنواب أوصلتهم أصوات الشيعة والسنة للكراسي التي هم فيها الآن.
راحت المواقف الوطنية وراح الرجال الوطنيون، التكتل الوطني أيضاً ليس هو من الوطنية بشيء، الوطنية كانت في رجال أمثال المنيس والربعي رحمة الله عليهما، هؤلاء وإن اختلف من اختلف معهما إلا أنهما كانا ينطلقان من قناعات شخصية لا من مشاريع تجارية يريدون أن يمرروها عبر استجواب أو تهديد بالاستجواب.
رجال المواقف الوطنية كانت لهم وقفة واحدة ومسافة واحدة من قضايا المال العام أما رجال الكتلة الوطنية فالمسألة مرتبطة بشخوص المتهمين بهذه التجاوزات فإن كانوا على علاقة بهم سكتوا وإلا كان في شيء آخر ولكم في المكلسن ومولدات 2007 أكثر من عبرة.
رجال المواقف الوطنية لم يساوموا رئيس وزراء على استجوابه فكفوا عنه يوم حقق لهم مطالبهم رجعوا للتهديد لمطالب جديدة أخرى ليست مرتبطة بالشعب، ليست مرتبطة بعبث القروض، أو الأزمة الإسكانية، أو حتى التلوث البيئي بأم الهيمان بل مرتبط بالسكوت على تجاوزات زين أو تعيين مجلس ادارة مؤسسة البترول الى تسهيل ترسية المناقصات على من يمثلونهم عبر تفصيلها عليهم ووأد أي معارضة فنية او قانونية قد تصدر من جهة حكومية على الترسية كما حاولوا ويحاولون في جسر جابر.
كل يوم عن يوم تتوضح الصورة في عبثية المشهد السياسي الذي نعيش والمسؤول عنه حكومة متورطة في تخبط يدلل على وجود حرب رؤوس تريد أن تمرر أجندتها على حساب ضياع البلد ومجلس في أغلبه صار متورطاً في حرب هذه الرؤوس أما الوطنية فترحموا عليها وصلوا عليها صلاة الغائب.

المحامي نواف سليمان الفزيع 
 
 

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك