متنفس الحرية تجده في ((الآن)) عبر زاوية 'منع من النشر'- برأي باسل الزير
زاوية الكتابكتب مايو 6, 2011, 2:17 ص 865 مشاهدات 0
إشراقات
الصحافة الورقية.. والإلكترونية
كتب باسل الزير :
إذا أمكننا وصف هذا الزمان، فيمكن تسميته بعصر السرعة والاتصال، فالعالم تغيرت صورته منذ عام 1994 سياسيا وثقافيا واجتماعيا. فبعد انتشار الهاتف النقال ودخول النت على جميع المستويات الفردية، بدأ انقراض الصحف الورقية يوما بعد يوم، بل تراجعت وتكبدت خسائر مالية جسيمة، خصوصا بعد الأزمة العالمية وزيادة أسعار الورق، مما دعا صحيفة عريقة مثل كريستيان ساينس مونيتور الى إلغاء طبعتها الورقية، والاكتفاء بنسخة إلكترونية على موقعها بالإنترنت، في خطوة جريئة اتخذتها في أكتوبر 2008 بعد قرن كامل من الصدور ورقيا، وكذلك الأمر مماثل لصحف يومية وأسبوعية شهيرة استغنت عن الظهور الورقي، واكتفت بالصدور عبر العالم التقني «الانترنت».
ولو نظرنا إلى الأمر من المنظور البيئي نجد أن الصحف الورقية تكلف أطنانا من الشجر، مما يسبب اتلافا للعنصر البيئي، خصوصا ان الصحافة لها عمر زمني واحد يقدر بـ 24 ساعة، بعكس الكتب التي تظل أمدا طويلا. اذكر كلمة للأديب أنيس منصور في هذا السياق يقول فيها: الكاتب الصحفي أديب مؤقت، والكاتب الدائم هو الذي ينشئ الكتب.
فالصحف الالكترونية تتميز بعدة نواح أيضا علاوة على موضوع البيئة، هي سرعة تداول الخبر، فلست بحاجة الى إصدار طبعات أخرى تواكب بها الأحداث الجارية، فأنت بضغط زر تضع الخبر على النت، والكل يقرأه بعد انتشار أجهزة الآي فون بين غالبية البشر، بالإضافة إلى رحابة الحرية وعدم الملاحقة القانونية التي لا تزال القوانين المحلية تجد عائقا في التحاكم القانوني في هذا العالم، وهذا الفضاء، والمشرع القانوني يشعر بالقصور لعدم مواكبته لهذه الأحداث، فإلى أي قانون يحتكم وعلى أي قانون يحاسب؟!
لا جرم أن الصحافة الورقية تراجعت على الصعيدين الفكري والمادي، وأتحدث هنا عربيا بعد أحداث الثورات العربية، وعدم مصداقية بعض الصحف التي كنا نظن لسنوات أنها صوت الحق والحقيقة والمصداقية، مما دفع الشباب الجديد إلى الذهاب قدما إلى الفيسبوك والتويتر واليوتيوب والمدونات والمنتديات والصحف الالكترونية التي نرى بين فينة وأخرى مقالا منشورا تحت اسم «منع من النشر»، وهذا ما نشاهده عبر صحيفة الالكترونية التي استقطبت كثيرا من الخطوط الحمراء، والكتاب عبر صحيفتها، لوجود متنفس للحرية.
يقول البير كامو الفيلسوف الفرنسي «أي كاتب لا يجد مبررا لوجوده، إلا إذا قبل بخدمة قضيتين تشكلان شرف مهنته ومجدها... الأولى خدمة الحقيقة، والثانية خدمة الحرية».
فإذا لم نجد الحرية والمصداقية والحقيقة حتما سيكون لكل منا تغريده وتدوينه الخاص لوحده، والقارئ هو الحكم من قبل ومن بعد.
تعليقات