نهج 'التشكيلة الحكومة' متى سيتغير ؟!- فيصل الزامل مستغربا ؟!

زاوية الكتاب

كتب 897 مشاهدات 0


نهج «التشكيلة».. متى سيتغير؟ 
 
السبت 7 مايو 2011 - الأنباء 
 
 عبارة «تشكيل الوزارة» تفيد التنوع، وأنها تشكيلة من مختلف الاتجاهات والأعراق، لتحقق الاسترضاء اللازم للجميع بلا استثناء، هذا النهج المزمن الذي قيل انه سيتغير ليكون الاختيار حسب الكفاءة والقدرة متى سيتغير؟.. لايزال كل أحد من الناس يطمع في تمثيله بوزير ويطلب موعدا مصطحبا معه نفرا من الناس ليفرض اسما محددا، وبالطبع عندما ينجح في تمرير الاسم المطلوب فإن من سيتم تعيينه سيكون محملا بجميل هذا الساعي، وعليه أن يرد الدين من خلال تعيينات جائرة أو مناقصات ظالمة يفرضها أو ينقض أخرى صحيحة لأنه لم يتمكن من الفوز، فيلغي مشروعا مفيدا للوطن، ولا يهمه حجم الضرر ولا الجزاءات المالية الضخمة التي تتجاوز المليار دينار ـ كما في الداو ـ فقد نجح في تحقيق تحد شخصي بحت، وظف له من سعى في تعيينهم كوزراء أو إنجاحهم كنواب!
هذا الأسلوب هو نموذج لما يمكن أن يحدث في حالة النظام الحزبي حيث سيكون التعيين حسب الولاء للحزب ـ لا الكفاءة ـ شيئا مقبولا ويقره النظام الحزبي، وعلى الطبيب الكفء أن يحني رأسه لتعيين رئيس قسم ـ الجراحة أو العيون ـ أقل منه كفاءة وخبرة ولكنه من الحزب الفلاني، وبالمثل في الجامعة وسائر الوزارات والهيئات، الفارق بين الوضع الحالي والنظام الحزبي العلني أننا نملك الآن حق الاعتراض على تلك الممارسات وأن ندينها، ولكن بعد اعتماد النظام الحزبي وتقنين تلك التصرفات لن يكون لهذا الاعتراض مجال، فقد تم تقنين الانحراف بدلا من معالجته واستنهاض الرأي العام للوقوف ضده.

أذكر أن أحد الوزراء حاول الاعتذار عن التكليف قائلا «جئت كعضو منتخب، كثير من ناخبيّ سيطالبون بتعيينات وأمور يصعب علي قبولها، اعذروني» قيل له «لا تهتم، بس لا تكثر!».

هذا النهج، متى سيتغير؟

الناس يتحدثون عن اختيار وزراء على الهوية، لدرجة أن هاتف أحدهم لم يرد في احد «التشكيلات السابقة» ففاته التكليف، وعندئذ قالت إحدى الجالسات: «تبون ـ ... ـ عندي فلان موظف ويصلح» وبالفعل تم تكليفه، وكان فلان صدمة كبيرة في القدرة على الكلام المفيد فضلا عن العمل المنتج، والسبب هو نهج «التشكيلة».

هذا النقاش ليس موجها نحو الأسماء المنشورة عن التشكيلة القادمة ولكن الكلام عن تغيير النهج يحتاج إلى أمثلة عملية وحقيقية، لا يمكن السعي لاسترضاء الجميع فهذه ليست حفلة عرس ـ ولين... نسينا فلانة ـ ولكنها مسؤولية ضخمة، وأمانة عظيمة عرضت على السموات والأرض فأبين أن يحملنها.

نتمنى التوفيق لمن جاءت به كفاءته وخبرته، لا اسمه ولا انتماؤه، ونطلب من غيره أن يتقي الله في نفسه وفي بلده، فلن يكون معه في القبر لا حزب ولا... «فصيلته التي تؤويه».

كلمة أخيرة:

الزميل العزيز سامي النصف، الإعلامي الأبرز في الساحة المحلية، صاحب رأي رصين في مجريات الأحداث العربية ومشاركات فعالة في سائر المنتديات ـ فضائية أو ندوات وديوانيات ـ هذه الطاقة الإعلامية وكذلك الخبرة في مجال النقل الجوي تجعله فعلا «الرجل المناسب في المكان المناسب».. في التوقيت المناسب.

وفقك الله كابتن سامي، ونفع بك الوطن لهذا الجيل ولأجيال أخرى إن شاء الله.

فيصل الزامل
 

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك