حسن كرم يرفض مناصرة السياسة الكويتية الخارجية لثوار سوريا، على حساب نظام الأسد ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1671 مشاهدات 0


موقف الكويت من الأوضاع في سورية..

 
حسن علي كرم
 
 
هناك من يحاول الضغط على الحكومة بغية تغيير موقفها من الاوضاع الراهنة في سورية، ربما قد جاز لهؤلاء ان يأخذوا مواقف مغايرة للسياسة الرسمية للحكومة الكويتية، ولكن ينبغي الأخذ في الحسبان ان الحكومة ليست في وضع يجبرها لكي تقفز من صف التأييد للنظام السوري الى صف الثوار، خاصة ان الاوضاع هناك حتى هذه اللحظة ملتبسة وهي تحسب للنظام اكثر عن كونها محسومة للثوار، فما مصلحة الكويت اذا وقفت مع الثوار.. وناهضت النظام، سيما ان العلاقة الرسمية بين البلدين جيدة، ماعدا بعض العوارض التي شابت تلك العلاقة في فترة سابقة لكنها كالغيمة العابرة مالبثت ان عادت الى مجراها الاعتيادي.
ثوابت السياسية الكويتية الخارجية تقوم على اساس عدم التدخل في شؤون الغير مع الاعتراف بالوضع القائم وهذه سياسة لاشك حصيفة وبراغماتية، ولعل الكويت قد نالت تقدير واحترام الآخرين من خلال هذه السياسة الرشيدة والحصيفة..
اغلب الظن ان الذين يناصرون الثوار وهم فئة قليلة وفي مناطق حصرية ضد النظام السوري، لايناصرونهم لكونهم ثواراً يناضلون ضد الاستبداد والظلم وغير ذلك من قائمة المبررات وهوجة الثورات الشعبية وانما منطلقهم طائفي ونكاية بالنظام لعلاقته بحزب الله وبايران اي ان مناصرتهم ليست حباً للثوار وانما موقف عنصري وطائفي..!!
على ارض الواقع ليست ثمة مكاسب حقيقية للثوار فلا زال النظام قوياً ويمسك بزمام الامور وثقته لم تتزحزح عن قوته، وحسب السوريين ان ثمة اتفاقاً على الاصلاح السياسي ولكن ليس من خلال ضغط الشارع وانما من خلال الجلوس على الطاولة. ومن ثم الانتقال السلس والناعم للسلطة. ويبدو ان هذا ليس رأي الداخل السوري وانما ثمة رأي يدعمه من الخارج ايضاً وهذا اعتراف باستثنائية الوضع السوري الذي يختلف عن تونس ومصر وارهاصات الوضع في كل من ليبيا واليمن والبحرين بما للداخل السوري من تعقيدات وتشابكات كثيرة حيث تعدد القوميات والطوائف والاثنيات وتعقيدات كذلك خارجية حيث تشابك العلاقة اللبنانية السورية الوجود القوي من خلال القوى والأحزاب المحسوبة على سورية، فيما يقف على الجانب الآخر العدو الاسرائيلي المحتل لمرتفعات الجولان منذ حرب حزيران وجمود الوضع على جبهة المفاوضات بين الطرفين. وفي الطرف الثالث الذي تتجلى فيه العلاقة المبدئية والمصيرية مع طهران كذلك العلاقة مع المنظمات والفصائل الراديكالية الفلسطينية التي وفر لها النظام الرعاية والملاذ الآمن من هنا يتضح ان العلاقة السورية متشابكة ودائرة مغلقة ومحكمة، وكسرها او تفكيكها قد يؤدي الى ماهو أسوأ. اقلها حرب اهلية داخلية او اشتعال الوضع على الجبهة اللبنانية الداخلية.
لقد شهدت سورية منذ الاستقلال العديد من الانقلابات ولكنها لم تكن شعبوية وانما كان يقودها العسكر وبالتالي كان الجيش يسيطر على زمام الامور الامنية فوراً، لايخفى ان سورية تتعرض لمؤامرة خارجية بغطاء الثورة الشعبية وبتنفيذ داخلي ولانحسب ان المتآمرين قد فاتتهم حساسية الوضع السوري داخلياً وجوارياً. ولكن يبدو قد صمموا على التخلص من النظام ولو كان على حساب امن واستقرار المنطقة.
حسناً تفعل عندما تأخذ الحكومة الكويتية موقف الحياد حيال الوضع السوري، والأحسن اذا فهمنا كمواطنين محبين للكويت الا نزج بلادنا في صراعات غير محسومة، ولا عير لنا فيها ولا نفير.
علينا ككويتيين ألا ننسى الوقفة المبدئية والتاريخية للراحل حافظ الاسد (الأب) التي تجلت في قمة القاهرة الطارئة. فقال كلمة الفصل التي رضخ بعدها الجميع، فكانت للكويت النصرة، وكان للكويت التحرير من براثن الغزو الهمجي العراقي الغاشم..


حسن علي كرم  

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك