دلع المفتي 'تموت وتعرف' لماذا يقف بعض النواب في الكويت مع القاتل ضد الضحية ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1377 مشاهدات 0


ابتسامة خجلى 
لا أعرف..!! 

كتب دلع المفتي : 

 
الولد: بابا لماذا لا نستطيع الطيران مثل العصافير؟
الأب: لا أعرف.
الولد: كيف يأتي الأولاد؟
الأب: لا أعرف.
الولد: بابا أين تقع نيكاراغوا؟
الأب: لا أعرف.
هنا قفزت الأم: بس يا ولد، اترك أباك وشأنه ألا ترى أنه تعبان ومشغول؟
رد الأب بكل حنان: اتركيه يا ستي.. خلي الولد يتعلم.
يبدو أن هذا الأب غريب عن ديارنا، وربما يمتلك جينات اجنبية مندسة. فنحن شعوب «بلاد العرب اوطاني» نعرف ونعرف ونعرف. اسألونا في التاريخ.. نعرف، في الجغرافيا.. نعرف، في السياسة طبعا نعرف، في الطبخ.. لازم نعرف، في الميتافيزيقيا.. نعرف، في علوم الذرة.. نعرف، في الاجندات الخارجية.. نعرف، في ثورات «المخربين والمندسين».. اكيد نعرف.
عبارة «لا أعرف»، من أسهل وأبسط العبارات، لكن من الواضح أن التفوه بها صعب جداً، لهذا فنحن نادراً ما نسمعها. انظروا إلى شاشاتنا.. الكل يعرف، ويحلل ويفسر ويفند. تابعوا حوارات السياسيين والمسؤولين.. هل فيهم احد لا يعرف؟ الكبير والصغير و«المقمط» بالسرير يعرف. في أي جلسة عائلية او جمعة ثقافية، أو حوار بين أصدقاء، الكل يدلي بدلوه، والكل يعرف، والكل يخطّئ الكل، فنحن العارفين ببواطن الامور وظواهرها (ويمينها وشمالها)، لا تفوتنا شاردة ولا واردة. فالمعرفة كلها وضعناها في جيبنا الخلفي، وتوكلنا على الله ورحنا ننّظر. لا احد منا مستعد ان يعترف انه لا يعرف، او ربما هو حتى لا يعرف انه لا يعرف.
هنا لا بد لي ان اعترف أني من حزب الأقليات، حزب «اللا أعرف». فأنا لا أعرف ماذا يحصل في سوريا وليبيا واليمن والبحرين، ولا لماذا «فارت» جامعة الدول العربية على ما يحصل في ليبيا بينما أصابها الجمود حيال ما يحصل في سوريا، ولا أعرف لماذا يبدو موقف تركيا ضعيفا تجاه الثورة السورية بينما كان أردوغان أول من طالب مبارك بالتنحي في بداية الثورة المصرية. ولا أعرف بماذا تبرر بعض الجهات المتشدقة بحقوق الانسان مواقفها المتخاذلة تجاه حقوق الإنسان البحريني والسوري. لكن «أموت وأعرف» لماذا يقف بعض نواب مجلس الامة الكويتي مع القاتل ضد الضحية!!
***
في حادثة طريفة حصلت معي منذ سنين في زيارة للقاهرة، اخذتني صديقتي لتنزهني، وهي تعدني بمشاهدة خفة دم المصريين على أرض الواقع. ندخل حي السفارات في منطقة الدقي، ونقف امام عنصر شرطة من حراس السفارات ونسأله «هي السفارة المصرية فين؟» فيقوم الشرطي بالرد بكل جدية ونبل «انت تروحي قدام شوية تاخدي اول يمين تلاقيها في وشك على طول». نقف امام شرطي آخر، والسؤال نفسه، فيرد «هي في الشارع اللي ورانا على طول»، وثالث، «لا، هي مش هنا، هي في الزمالك؟».. وهكذا، لم يكلف واحد فيهم نفسه التفكير ولو قليلا في السؤال ولا حتى ان يقول ببساطة: لا اعرف. فكلنا نعرف أين تقع السفارة المصرية في القاهرة..!!

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك