عن صاحب أشهر تصريحات «مضروبة» في تاريخ الكويت 'الوزير الشمالي'- ذعار الرشيدي يعتبره 'بلا قلب' ؟!
زاوية الكتابكتب مايو 1, 2011, 11:31 م 1408 مشاهدات 0
القروض.. شر الحكومة المطلق!
الاثنين 2 مايو 2011 - الأنباء
ذعار الرشيدي
هناك أمور كثيرة تحدث في هذا البلد لا يمكن تناولها كتابة لاعتبارات عدة ولكن تلك الاعتبارات ستسقط حتما يوما ما كقطع الدومينو بعد ان يفيض الكيل، أفواه كثير منا مملوءة بالماء لذا أقولها صراحة ربما لا نقوى على الحديث الآن، ولكن أفواهنا لم تعد تتحمل نقطة ماء زائدة، وسنمج الماء في وجوه الجميع قريبا، عندها سيكون حديثا أشد مرارة مما اكتوت به قلوبنا لسنوات.
نحترم نعم، نوجب.. صحيح وهكذا تربينا، ونعرف العيب و«سلوم الرجال» ونقدر الأعراف المجتمعية كما نقدر المقاسات، ولكن هناك حدودا دنيا للمنطق ستجعلنا ننقلب على كل تلك المفاهيم، ولن أطيل الكتابة في أمر لن استطيع تناوله كتابة اليوم، ولن غدا ان مد الله في عمري فسأكتبه وأمليه على الملأ، وليغضب من يغضب، بل ليضرب رأسه في أقرب جدار مزخرف بجانبه.
أجريت الأسبوع الماضي اتصالا هاتفيا مع بوناصر المواطن الذي سكب البنزين على جسده مهددا بإشعال النار في نفسه أمام أحد البنوك المحلية في منطقة صباح السالم، سمعته، بل استمعت إلى نبرات صوته التي يملؤها «قهر الرجال».. الدين، أليس النبي الكريم صلى الله عليه وسلم هو من علمنا ان «الدَّيْن قهر الرجال»، بوناصر اقترض 22 ألفا وبعد ان ظل 8 سنوات يسددها على شكل قسط شهري 440 دينارا أي انه دفع (43 ألفا) وجد انه وبعد تلك السنوات لايزال مدينا للبنك ذاته بالمديونية نفسها بـ 35 ألفا ونحو 20 ألفا أخرى كفوائد، أي ان بوناصر سدد أصل الدين كاملا في 8 سنوات وخلالها سدد فوائد تصل إلى 100%، ومع هذا لايزال البنك يطالبه ويريد منه سداد 55 ألفا أخرى، بمعنى ان الـ 22 ألفا التي اقترضها تحولت إلى 100 ألف دينار، بمعنى انه سيظل يسددها للبنك حتى خامس حفيد، وسيظل أجيرا للبنك إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها!
يا سادة القانون يمنع، ويحظر ان تتجاوز الفائدة ثلث أصل الدين، فما بال الفائدة مع بوناصر و50 ألف بوناصر آخر من المواطنين أصبحت 300% بأي منطق وأي قانون وأي حق؟!
يا حكومة آن الاوان ان تبدئي يا حكومة بتطبيق القانون وتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة ضد عدد من المصارف، وآن لك ان تبدئي بالإيعاز للبنك المركزي بتطبيق جميع لوائحه، وآن لك أنت ومن يعمل بك أو عنك أو لك ان تفتحي ملفات القروض على مصراعيها، ليعرف الجميع أي جريمة ارتكبت بحق المقترضين وأي كارثة حلت.
الحكومة التي دفعت نيابة عن تاجر «كام مائة مليون» واشترت مديونيات بمئات الملايين «كرمال» عيون 12 نفرا من أصحاب «المديونيات الصعبة» تحك رأسها عندما يطالبونها بفتح قضية القروض وفوائدها، ولكنها الحكومة ذاتها سرعان ما «تقرقش مخباتها» وترمي كل ما تحويه خزائنها من أجل عين أو عينين أو ثلاثة أعين بل وربما حتى عشرة أعين، أما المواطنون أصحاب الـ 100 ألف عين «المبققة» والتي أغارها الدين في محاجرها واسكن الدّيْن الحشرجة في أصوات أصحابها، فتتمن عليهم، وتحك رأسها مثنى وثلاث ورباع ثم تشيح بوجهها عن الفقراء وكأنها «تتأفف» منهم!
حكومتنا لديها حساسية غريبة ومزمنة تجاه الفقراء، فهي لا تحبهم ولا «تشتهيهم» بل ولا تحب حتى «طاريهم» تماما كما لو كانت حسناء ثرية تركب «بيوغاتي» حاول معاكستها «ولد فقر» بسيارة وانيت 1979، تصد عنه وتتأفف وتطلق جملة الاستنكار الكويتية الشهيرة «ويع»!
حكومة يتملكها هذا التفكير «الويعاوي» والله انها لا تستحق البقاء لا كحكومة تصريف عاجل من الأمور ولا كحكومة مؤقتة بل ان أيا من أعضائها لا يستحق حتى ان يحمل حقيبة مدرسية ألقاها تلميذ قهرا في آخر يوم دراسي له!
الحكاية بدأت مع بوناصر الذي تحولت مديونيته من 22 ألفا إلى 100 ألف وقابلة للزيادة، اتقوا الله واخشوه وخافوا الله في أبناء شعبكم، واستغفروه وتوبوا إليه، وان كنت اعتقد انه ليس لمثل من يأتي بتصرفكم توبة.
افتحوا باب قضية القروض بعقلانية، أما أنت يا «الشمالي» وبقولك «أنا لست مسؤولا عن قيام مواطن بالتهديد بإحراق نفسه بسبب القروض»، فأسألك بالله ان لم تكن أنت الذي لا يسأل عن أمر كهذا، فمن يسأل؟!».
نعرف انك صاحب أشهر تصريحات «مضروبة» في تاريخ الكويت، ولكن لأول مرة اعرف انك «بلا قلب»!
الحديث يطول في هذا الأمر، ويمكن ان يطال الشمالي ومن هو أكبر من الشمالي، وهذه دعوة مفتوحة مني كمواطن إلى النائب الفاضل أحمد السعدون، يا بوعبدالعزيز اذا أردت ان تستجوب الحكومة ما ان تنتهي من قسمها، فعليك بالقروض كقضية أساسية ولن نسامحك ان لم تكن القروض مشروع استجواب قادم، أما نواب التهديد فقد مللنا منهم ومللنا من سماع اسطواناتهم المشروخة، واعلم ان هناك أكثر من 50 ألف مواطن ينتظرون ان تلقي بمثل هذا المحور في الاستجواب القادم.
تعليقات