الزيد يًذكرنا بمقال سابق عن اليحيى:

زاوية الكتاب

موظف واحد أخذ على عاتقه محاربة قوى الفساد بالديوان وخارجه

كتب 2467 مشاهدات 0

اليحيى والعدساني

 

عبد العزيز اليحيى .. وعودة جديدة لديوان المحاسبة !

زايد الزيد

بداية اعتذر عن الانقطاع عن الكتابة لمدة زادت عن عشرة أيام ، بسبب ظروف خارجة عن الارادة ، وكنت قد بدأت كتابة سلسلة بعنوان : ' ويسألونك عن التغيير ' ، وسأستكملها بإذن الله قريبا ، لكن قرار محكمة الاستئناف الذي صدر يوم الثلاثاء الماضي ، وأعاد بموجبه الوكيل المساعد بديوان المحاسبة البطل عبد العزيز اليحيى إلى عمله ، يحتم علينا الكتابة عن هذا الحكم التاريخي ، ومتابعة القضية ، ونبدأ بإعادة مقال لنا كنا قد كتبناه في السابع من يوليو 2009 بعيد القرار الجائر لللجنة العليا للديوان بإحالة اليحيى إلى التقاعد ، فإليكم المقال :
 
من سكراب ' بالادين ' .. إلى خردة ' التوربينات ' !!

هي قصة محزنة، ولكنها مليئة بدروس النظافة والشجاعة والعز! المحزن فيها ان تعاقب دولة باجهزتها المتعددة، موظفا، لمجرد انه قام بدوره الوظيفي على الوجه الأمثل والأكمل!

موظف أخذ على عاتقه محاربة قوى الفساد، فتصدى للفضائح المالية التي زكمت روائح فسادها الانوف في فترة ما بعد التحرير، فكان لهذه الفضائح بالمرصاد واهمها: تجاوزات الهيئة العامة للاستثمار في الاستثمارات الخارجية، وتجاوزات الخطوط الجوية الكويتية في صفقة شراء طائرات جديدة، فضيحة المدفع الأميركي «بالادين» وفضيحة انشاء شركة «أمانة» للتخزين، وفضيحة مولدات (توربينات) طوارئ كهرباء 2007، والتجاوزات في مصروفات مكتب رئيس الوزراء، وأخيرا فضيحة لوحات اعلانات انتخابات 2008! هل يتصور أحد ان من يتصدى لهذه الفضائح المالية بكل شجاعة، ويدافع عن اموال الشعب ويذود عنها، يكون جزاؤه كجزاء «سنمار»؟! هل يصدق أحد أن قوى الفساد أجلست هذا الرجل ما يزيد على الاربع سنوات في بيته، حتى رجع بقوة القانون الى وظيفته بحكم نهائي اشتركت فيه محكمتا «الدستورية» و«التمييز»؟! هل يصدق أحد ان هذا الرجل تمتنع جهة عمله عن اعطائه رواتبه ومكافآته التي استحقها طيلة فترة جلوسه في البيت؟! هل يصدق أحد ان يجمّد هذا الرجل في عمله بعد ان اعاده القضاء الى منصبه؟!

هل يصدق أحد ان يلحق قرار تجميده بقرار آخر باحالته الى التقاعد لاقصائه نهائيا عن عمله؟ وهل يصدق احد أنه لم يمض شهر واحد على قرار التجميد حتى تتم المسارعة في اتخاذ قرار الاحالة الى التقاعد، وكأن «الجماعة» في سباق مع الزمن؟ انهم فعلا يسابقون الزمن في اقصاء الشرفاء عن المواقع الحساسة، هم في سباق مع الزمن لترتيب الملفات واغلاق «المتفجرة» منها و«الحساسة».

هذا جانب محزن للقصة، لكن الجانب المشرق منها انها تبقى بصيص أمل للاجيال الحالية والمستقبلية بأن في الكويت رجالا صدقوا مع أنفسهم أولاً، فعاهدوا الله عز وجل على حماية وطنهم من كيد الكائدين ونهب الطامعين. هذه القصة تحكي سيرة رجل أمسك بمجد الدفاع عن المال العام من أطرافه بالاعمال لا بالأقوال، فمع الاحترام لكل نواب الامة وعلى رأسهم المدافعون بشراسة عن المال العام أقول ان هذا الرجل أشجع منكم جميعا وانه قام لوحده بايقاف سرقات مست المال العام، وقام بعرقلة بعضها ما استطاع دون حصانة وظيفية تحميه من شرور الفاسدين ومكائدهم. ومع احترامي لزملاء المهنة من كتاب وصحافيين أقول: ان هذا الرجل كان أشجع منا جميعا، فهذا الرجل قام بأعمال بطولية جبارة، ربما لم يسمع عنها الكثيرون من أبناء الكويت، لكن حتما يعرفها المفسدون من أصحاب النفوذ الذين تضرروا من عمل هذا الرجل المخلص! تلك هي قصة الرجل الشجاع عبدالعزيز اليحيى الوكيل المساعد في ديوان المحاسبة، الذي تصدى ولايزال لقوى الفساد بكل بسالة، ومن دون كلل او ملل لانه دائما وابدا يضع الكويت امام عينيه، وفي قلبه الذي يمتلئ خوفا على مستقبل اطفال الكويت، هذا الرجل لا تحميه طائفة ولا قبيلة ولا عائلة هو يحتمي فقط بايمانه بالله سبحانه وتعالى وبحب الكويت وابنائها الشرفاء.

واخيرا.. اقول لاخي «بوسعود»: (وبشر الصابرين).. «واقول لحرامية المال العام والمفسدين في الارض: (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) صدق الله العظيم.

 

 

النهار - مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك