باسل الجاسر يرفض الوحدة الفيدرالية بين دول الخليج، ويراها الحديث عنها مدعاة إلى شق الصف ؟!
زاوية الكتابكتب إبريل 27, 2011, 11 م 1126 مشاهدات 0
وهل الكونفيدرالية ستحمينا؟
الخميس 28 أبريل 2011 - الأنباء
مازال البعض من ضيقي الأفق يرون أن تطبيق الكونفيدرالية بين دول مجلس التعاون الخليجي هي السبيل الوحيد لتوفير الأمن الخارجي لدول الخليج، وبما أن هذه الدعوات صدرت بالكويت ومازالت تتردد فيها فقط بحسب علمي، وبالرغم من سخافتها إلا انني سأعلق عليها لكيلا يؤدي السكوت عنها إلى لبس لدى المواطن الكويتي. وواقع الأمر فإنه لو تم بالفعل إنجاز الكونفيدرالية (وهي تكاد تكون مستحيلة) فلن يتوافر الأمن لدول مجلس التعاون في مواجهة إيران، ذلك أن إيران لديها جيش عدده يقارب المليون، وجيوش وشرطة دول التعاون مجتمعة لا يناهز عددها نصف المليون هذا بخلاف الكثير من الأمور الإستراتيجية التي يستحيل معها مواجهة الجيش الإيراني، ولكن الغريب والغريب جدا هو كيف يتحدث هذا البعض عن أمن الكويت الخارجي وقد أعزنا العزيز القدير باتفاقيات أمنية جاءت كنتيجة للاحتلال الصدامي البغيض مع بعض الدول الكبرى التي تأتي في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية وهي القوة الأكبر والأعظم في العالم، وبعد ذلك يبحثون عن سبل وطرق لتأمين أمن الكويت الخارجي الذي أمنه الباري مع القوي الأمين، وعليه فإن الكويت آمنة من أي خطر خارجي كبر أم صغر بحفظ الله سبحانه وبفضله جل وعلا. أما استحالة تحقق وحدة بصيغة الكونفيدرالية بين دول مجلس التعاون فذلك مرده للاختلاف الكبير بين مكونات أنظمة الحكم فيها وأي ضغط سيؤدي بالضرورة إلى خلق الخلافات وبالتالي تمزيق التجانس الذي يتحقق بسهولة ويسر لصناعة القرار المشترك.. لذلك نقول ان مظلة مجلس التعاون هي مظلة كافية وافية، وأمنت توحيد المواقف في أزمة البحرين كما أمنتها في أزمة الكويت سنة 90، وكل المطلوب هو تكريس وزيادة التعاون فيما بين دول المجلس للاستمرار في بناء مواقف موحدة تجاه القضايا الإقليمية والدولية وما قد يستجد.
أما الحديث عن وحدة فيدرالية أو كونفيدرالية ما هو إلا مدعاة إلى شق الصف الخليجي وإضعاف لوحدة الموقف.. وحفظ الله دول مجلس التعاون وقادتها وشعوبها.
باسل الجاسر
تعليقات