ضاري المطيري يُبدي استياءه من الإعلام 'الأحمق' لتطاوله على العلماء والدعاة ؟!
زاوية الكتابكتب إبريل 27, 2011, 11:01 م 1080 مشاهدات 0
إعلام أحمق
الخميس 28 أبريل 2011 - الأنباء
ضاري المطيري
ابتلينا مؤخرا بإعلام أحمق، ولا أقول إعلام فاسد، فكلمة «فاسد» يبدو أنها لم تهز في المفسدين شعرة، ولم يدركوا أنهم المقصودون بها، إعلام مازال يراهن على حمق وغباء القراء وعوام المسلمين، فضلا عن النخب من العلماء والعقلاء والمربين والموجهين والمسؤولين، إعلام يروج لأكاذيب مكشوفة مفضوحة دون أدنى استحياء، خبر يلفق ثم يبث فينشر، أو كلمات وجمل تقتطع من أفواه العلماء والدعاة من على شاشات الفضائيات أو منابر الجمع وتبنى عليها الظنون السقيمة، ثم تفبرك وتصور على أنها فتاوى شاذة. إعلام يبدو أنه لا يفهم، ولا يريد أن يفهم.. إعلام لا يدرك أننا تجاوزنا مرحلة الصدمة والفزع والاستنكار من قراءة خبر فتوى غريبة تنسب لعالم شرعي جليل أو داعية إسلامي ناجح، لم نعد كالسابق نسعى للتحقق من صحة الفتوى أو صحة نسبتها لصاحبها، بل أصبحنا نسأل عن أسباب هذا التلفيق التي لم يعد يخفى على الكثيرين.
إن كنت «مخطئا» يا إخوة، وبالغت فيما ذكرت، فليخبرني أحدكم، كيف يمكن أن نصدق خبرا عن الأديب الفصيح الشاعر المفوه الشيخ د.عائض القرني أنه يسرق من أدبيات وقصائد غيره، هل يمكن أن يحدث هذا من شيخ يمكننا أن نفرغ من إحدى محاضراته العديدة المديدة لتكون كتابا وعظيا أدبيا يتهافت أصحاب المكاتب التجارية على الفوز بحقوق طباعته؟ كيف يمكن أن يدعي مدع أن الشيخ محمد المنجد، الذي كان من أوائل من دخل مجال الدعوة إلى الله عن طريق الإنترنت، وعبر موقعه ذائع الصيت «الإسلام سؤال وجواب»، وخريج جامعة الملك فهد للبترول والمعادن قسم إدارة صناعية، وأحد ثمرات العلامة الراحل عبدالعزيز بن باز رحمه الله، كيف يمكن أن نصدق أن المنجد يفتي بقتل الشخصية الكرتونية الخيالية «ميكي ماوس»؟
كيف يمكن أن نصدق أن الداعية يوسف الأحمد حارق الليبرالية السعودية ومؤرق مضاجعهم يفتي بهدم الكعبة، كيف يمكن أن يتصور الإعلام الأحمق أنه يمكن أن نصدق أن الشيخ المحبوب د.محمد العريفي يستهزئ بالقرآن وبالحور العين؟ وأنه يطلب مزيدا من الشهرة عبر هجومه على أناس مغمورين لا تعرف أسماؤهم ولا أحوالهم. إنه إعلام أحمق بمعنى الكلمة، وليس مجرد إعلام فاسد، وهذه الحماقة هي أكبر دليل على الإفلاس والفشل في نقل نبض الشارع الإسلامي العربي، أو القدرة على توجيهه كما هو مفترض منه، ولعل تكنولوجيا «بلاك بيري» و«الفيس بوك» والآن «تويتر» كشفت حقيقة وحجم الأغلبية الصامتة من الشعوب الإسلامية، من محبي الدين وأهله من الدعاة والعلماء.
تعليقات