عن اتهامات الأنظمة القمعية للسلف والإخوان بمساندة جيش من العلمانيين والليبراليين وغيرهم.. يكتب عبدالحميد البلالي
زاوية الكتابكتب إبريل 27, 2011, 4:58 م 1045 مشاهدات 0
لا سلفية ولا إخوان
عبدالحميد البلالي
في خضم الثورات العربية التي تجتاح العالم العربي وخاصة النظم الشاملة والقمعية، والتي تكتم الأنفاس تماما، وتسترخص دماء الأبرياء، وتمتهن الإذلال للشعب، سمعت ورأيت صيحات جماعية تقول «لا سلفية ولا اخوان احنا بدنا حرية»، وكان ذلك ردا على الاتهمات التي ساقتها تلك الحكومات للثائرين بأن تنظيم الإخوان هو الذي يدعم مثل هذه الثورات، وهو الذي يدس بعض المخربين لقتل الأبرياء من الشعب، وأحيانا ساقوا التهمة لبعض التيارات السلفية وراء تلك الاتهامات على الشعوب، ولذلك رفعوا تلك اللافتة، ولكن السؤال الذي يتكرر في الكثير من دوائر ومؤسسات الرصد السياسي والإعلامي، والكثير من المحطات الفضائية، وهو لماذا تلجأ تلك الأنظمة القمعية لمثل هذه الاتهامات لحركات إسلامية بعضها مشهور بالاعتدال والوسطية والتي من أبرزها «حركة الاخوان» فقد لجأ لذلك نظام مبارك قبل أن يتنحى وقال «إن البديل هم الاخوان» ولجأ القذافي إلى ذلك ولجأ علي صالح إلى ذلك وقال إن البديل هم الإخوان.. وكذلك لجأ مؤخرا النظام السوري، واستعمل نفس الاتهام.
أظن أن وراء استعمال هذه التهم سببين أحدهما داخلي والآخر خارجي، فالغرض من الداخلي تخويف عموم الشعب بجميع طبقاته من مغبة حكم الإسلاميين للبلد، حيث سيكون مصيركم تقطيع الأطراف، والحرمان من متع الحياة، ومنع تعليم البنات، والاجبار على الحجاب واللحية، واقصاء الملل الأخرى، وفتح أبواب السجون للمخالفين، ويغذي هذا الاتهام جيش من خصوم الإسلاميين من العلمانيين والليبراليين وغيرهم، من حيث يشعرون أو لا يشعرون بأنهم يؤدون خدمة كبرى للنظام واستمراره.
والهدف من توجيه هذه التهمة للداخل لإبعادهم من الالتفاف حول المعارضين والذي يغري هذه الأنظمة باستخدام هذا الأسلوب هو النجاح الذي جنوه طيلة سنين حكمهم، ونجاحهم بتخويف طبقات كثيرة من الشعب من الإسلاميين، حتى سقط في نهاية المطاف بعدما اكتشف الجميع زيف ذلك الاتهام، وتجمع الجميع لاسقاط النظام.
والسبب الخارجي، هو تخويف الدول الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة بأنه لا فرق بين الاخوان والقاعدة، وكلهم يكرهونكم وكلهم يودون إبادتكم، وكلهم يوافقون على ما قامت به القاعدة في تفجير البرجين والقطارات في أوروبا، وفي الشيشان وطالبان، وهم امتداد للاخوان الذين يسيطرون على قطاع غزة ضد اليهود حلفاؤكم، والغرض من ذلك تخويف تلك الدول العالمية من هذا البديل ليزدادوا تمسكا بهذا النظام خوفا من نتائج البديل عندما يحكم، وحتى تتأكد تلك الأنظمة القمعية من عدم مساندة تلك القوى العالمية لهذه الحركات الاحتجاجية، والذي يغريهم بهذا الأسلوب هو ما لمسوه من نجاح لسنين طويلة، وانطلاء تلك الحيل على تلك الدول الكبرى، واتخاذها مواقف مساندة لتلك الأنظمة القمعية ضد التيار الإسلامي المعتدل.
مما جعل الولايات المتحدة تقاتل حتى آخر لحظة لمساندة مبارك، ولكن بعدما تأكد لها أن جميع شرائح الشعب المصري بجميع توجهاتهم وقفت ضد النظام، كان لابد من تغيير سياستهم، فقد انكشف الغطاء ولم يكن «الاخوان» هناك وراء كل تلك المعارضة، بل فساد النظام، وانتشار رائحته التي أزكمت الأنوف هي التي أسقطته.
هذه الأنظمة القمعية ستستمر في أسلوب التخويف ليس من التيار الإسلامي فحسب، بل من كل تيار أو أفراد يقفون ضد استمرارهم على عروشهم، ولكن ولات حين مندم، فقد انبلج الفجر، وزال الظلام، وما هي إلا قضية وقت ويتساقط جميع الطغاة واحدا تلو الآخر.
تعليقات