فيصل الزامل يشبه فساد الرأي من جانب المعارضة الليبية بنظيرتها الكويتية ويذكر بالأجواء التي سادت قبيل الاحتلال

زاوية الكتاب

كتب 1011 مشاهدات 0


 

فساد الذمة مدمر و«فساد الرأي» أشد تدميراً

فيصل الزامل

تسبب فساد الرأي من جانب المعارضة الليبية ـ لها شبيه في الكويت ـ في دمار شامل هناك حينما انزلق المجلس الانتقالي الى موقف غير مدروس في رفضه دخول القوات الدولية لوضع حد لبطش القذافي الذي يستفيد من عدم تكافؤ التسليح بين الطرفين، الثمن باهظ وقد بلغ 10.000 قتيل حتى الآن، ولاتزال الدماء تنزف غزيرة بسبب فساد الرأي، وقد سبقت الإشارة الى أن فساد الذمة المالية شر مستطير وأن الأكثر منه دمارا هو «فساد الرأي».
انظر إلى العراق الذي يتمسك إلى آخر رمق بوجود القوات الأميركية على المستوى الحكومي والشعبي رغم بدء تلك القوات برنامج الانسحاب، هذا التمسك العراقي «الفعلي» تقابله تصريحات عراقية سينمائية عن رفض الاحتلال وحتى بتشجيع إيراني لتلك التصريحات، كون طهران تمارس ـ شكليا ـ حالة العداء الشامل للأميركان ولولا الدعم الأميركي لها لما استمرت دولة موحدة، وأوضح موقف يعكس ذلك هو تصريحات البيت الأبيض السريعة بدعم فوز أحمدي نجاد رغم انفجار المعارضة ضد تزوير ملايين الأصوات.

فساد الرأي في ليبيا كلف الكثير، وقد سبقناه نحن في الكويت عبر الأجواء التي سادت قبيل الاحتلال مباشرة ما تطلب أن نكتوي بناره حتى نصل الى حقيقة عدم تكافؤ القوة العسكرية، كان ثمن معرفة هذه الحقيقة باهظا رغم تجربتنا الناجحة في عام 1962مع عبدالكريم قاسم، ولكن!

لا أحد يدري كم من الدروس والتكاليف سنستمر في دفعها لإرضاء نفس من تسبب في تلك الكارثة، ومن يربط وضعنا الحالي بخلاف داخل أسرة الحكم ينسى أن عمر هذه الممارسة يتجاوز نصف القرن، وأن فيروسها لايزال معششا في عقول قلة قليلة تتمتع بخدمة إعلامية شرهة تتسابق مع تلك القلة على تجذير حالة الانقسام من خلال إغراء هذا بتصريح واستدراج ذاك باستثارة، يقول المحرر الصحافي بعدها مسرعا (شكرا لك) ثم يركض الى مكتبه في الجريدة لترصيع الكلام بصور نستفتح بها صباح اليوم التالي في موال استنزافي لم يتوقف منذ سنوات.

كلمة أخيرة: مبنى وزارة البريد والبرق والهاتف في شارع فهد السالم يخضع لعملية ترميم منذ أكثر من خمس سنوات بغير تقدم يذكر حتى صار منظره غاية في البشاعة بسبب المعدات المبعثرة والأخشاب المعلقة والأقمشة التي يتلاعب بها الهواء، لا يوجد عامل واحد في المبنى منذ شهور، هذا المشهد الكئيب لا يليق بمبنى حكومي تاريخي في أبرز موقع بالعاصمة، يكفي هذا الشارع المهم بشاعة عمارات أهملها أصحابها بشكل مزر، لماذا تنافسهم الدولة على تلك البشاعة؟

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك