منتقدا مفتي مكة بهجومه العنصري على إيران:
زاوية الكتابصراعنا مع إيران سياسي وصراع مصالح وليس صراع أعراق أبدي، كما يرى عبداللطيف الدعيج
كتب إبريل 17, 2011, 1:07 م 3720 مشاهدات 0
سؤؤد الفرس ودين العرب
مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس مجلس الافتاء فيها الشيخ عبدالعزيز الشيخ يعتبر مثل شيخ الازهر احد اهم رؤوس الدين الاسلامي ورموزه. بل انه بعد الانتشار السريع للمذهب الوهابي، بفضل دعم البترودولار الكويتي والسعودي فان السيد عبدالعزيز الشيخ هو شيخ الاسلام وممثله الاساسي هذه الايام.
الشيخ عبدالعزيز فتح النار على ايران بشكل لا يمكن ان يوصف الا بالطفولي او الساذج. فهو خلط هنا بين ايران الدولة وبين الانسان الايراني، الذي كان له، مثل اي انسان آخر، اسهامات ولمسات في الحضارة الانسانية على مر العصور. بل ان الفرس والاغريق يعتبرون احد اهم بناة حضارة العالم الغربي الذي ننتمي اليه، واكثر الشعوب تأثيرا في النشاط الانساني الحالي.
وربما ليس من غريب الصدف على الاطلاق ان تكون ما تسمى بالحضارة العربية او الاسلامية هي نتاج، في غالبه، يعود لنشاط رجال الدين والعلم والادب الفرس، ومن منا ينسى الفارابي وابن سينا والخوارزمي وسيبويه وقبلهم الصحابي سلمان الفارسي وبقية العباقرة الذين اثروا التراث الانساني؟.. وحتى بغض النظر عن المزاعم التي تعود بأصل كثير من النجباء الذي ولدوا وتربوا في شمال فارس الى الاصول العربية مثل أئمة الحديث ونوابغ العلم والادب، فان نشأتهم في بلاد فارس واحتكاكهم بالانسان «الفارسي» كان بلا شك احد اهم عوامل صقل مواهبهم وتطوير امكاناتهم.
ان نقل المعركة او توصيف الصراع السياسي بيننا وبين ايران على انه صراع شعوب ومعركة بين اعراق واصول يعني تحويله الى صراع ابدي، وتناقض دائم لن يتوقف او يضمحل مع اضمحلال هذا النظام او زوال هذه الطغمة الحاكمة. وهو فوق كل هذا يؤكد مزاعم الاخرين عن عدوانية المسلمين وتطرفهم غير المحمود.
اننا نرى في الصراع اختلاف ساسة وتناقض مصالح عابرة سينتهي كما انتهت كل الخلافات والحروب الانسانية الى اتحاد او اندماج او على الاقل تعايش بين الشعوب، ونستنكر في الوقت ذاته هذا العداء وهذه العصبية المفرطة التي ابداها شيخ مكة تجاه شعب كانت له مساهمات مشهودة، ليس في الحضارة والمدنية الانسانية، بل في الحضارة العربية والاسلامية، التي شهدت مساهمات معروفة لبعض ذوي الاصول الفارسية الذين قدموا، مثل غيرهم، العلم والخبرة حتى التضحية في سبيل القضايا الوطنية والدينية.
عبداللطيف الدعيج
تعليقات