الميموني البريء المقتول بالكويت عبر التعذيب، له نظراء ملايين الميمونيين- يكتب عنهم حسن العيسى ؟!
زاوية الكتابكتب إبريل 17, 2011, 12:12 ص 1403 مشاهدات 0
ملايين الميمونيين
حسن العيسى
منظمات حقوق الإنسان وجهت عدة اتهامات إلى مملكة البحرين عن قيام أجهزة الأمن البحرينية بتحويل المستشفيات التي تعالج جرحى الاضطرابات الأخيرة في المملكة البحرينية إلى مصائد وفخاخ اصطياد المعارضين وأسرهم، وهناك اتهامات بتعذيب بعض هؤلاء المعارضين ووفاة عدد منهم في السجون، وامتنعت محطة بي بي سي عن نشر صور لما جرى بمسوغ بشاعة تلك المشاهد، إلا أن مواقع إلكترونية للمعارضة في البحرين نشرت تلك المشاهد المثيرة للغثيان والحزن. أمام زخم تلك الاتهامات والمحنة التي مرت بها البحرين لا يبدو أن هناك نفياً واضحاً من الإعلام في البحرين أو من أشقائه في دول مجلس التعاون لتلك التهم...! غير أن إيران رفعت من نبرة سخطها على البحرين، وطالبت رسمياً مجلس الأمن بالتحقيق في تلك الاتهامات، وأبدت أسفها على صمت المجلس والدول الكبرى على أحداث البحرين.
على الضفة الأخرى من عالم السياسة البشع في كل قضايا حقوق الإنسان هناك اتهامات ضد الجمهورية الإسلامية بتزويد الأخيرة سورية بأجهزة قمع المتظاهرين من المعارضة السورية، مع أن الدولة السورية حالها من حال شقيقاتها العربيات والجمهورية الإسلامية، لا ينقصها وسائل قديمة أو حديثة لترويض الشعوب وتدجينها، لكن الجمهورية الإسلامية، التي تتهم الغرب والولايات المتحدة بسياسة الكيل بمكيالين، نست نفسها حين أصبح الحديث عن الحليفة سورية، فلا توجد هناك مظاهرات يطالب السوريون عبرها بأبسط حقوقهم الإنسانية، ولا حديث عن القمع الدموي لها! فربما ترى إيران أن سورية لها ظروفها كدولة مواجهة ودعم للمقاومة اللبنانية من الطراز الأول، وعندها يحق لسورية ما لا يحق لغيرها مثل البحرين أو أي دولة في المنطقة المبتلية بروح القبلية والطائفية وأنظمة تقول إما نحن كأيقونة الاستقرار والتنمية أو 'أنتم' وغزوات القبائل والكر والفر وفتن الطوائف المدمرة، ولكم في الصومال والعراق واليمن والبقية القادمة أسوة.
الإنسان هو الإنسان سواء كان في اليمن أو البحرين أو سورية أو غيرها... هو الإنسان بحقوقه الطبيعية السياسية والاجتماعية التي اقرتها الأعراف والاتفاقيات الدولية، ولا يهم إن كان مسلماً أو من أهل الكتاب أو بوذياً أو ملحداً، وغير هذا أو ذاك من التصنيفات الدينية والقوميات الشوفينية... وعبارة الكيل بمكيالين، كما كان يتنطع بتلك العبارة صدام حسين إبان غزوه الكويت، لا يمكن قصرها على سياسات المصالح الإمبريالية للدول الكبرى، فهي 'الكيل بمليون مكيال' دين السياسة وجوهرها عند السلطات الحاكمة حين تستظل بعقيدة البقاء لنا ولغيرنا الجحيم... فليس وضع الإنسان الإيراني أفضل من شقيقه السوري... وهما السوري والإيراني يتساويان مع غيرهما في دنيا الحريات المقموعة في جل دولنا... فالميموني البريء الذي قتل هنا في الكويت بالتعذيب على أيدي مباحث الدولة في قضية عنوانها ابحث عن المرأة له ملايين يتطابقون مع مأساته في قضية ابحث عن السلطة... ولا عزاء لنا اليوم فلننتظر الغد.
تعليقات