عن تصريحات 'النائب' الخطيب السابق، يستغرب عبدالله العدواني عن 'إزداوجية' تصريحاته تجاه النظام الإيراني ؟!
زاوية الكتابكتب إبريل 14, 2011, 12:43 ص 1620 مشاهدات 0
الشبزي والآش ومواقف نائب!
الخميس 14 أبريل 2011 - الأنباء
من يقرأ الصحف ويطلع على تصريحات كثير من النواب يجد العجب العجاب، خصوصا اذا كان القارئ مهتما بالشأن السياسي ومتابعا لمسيرة هؤلاء النواب، فها هو أحد النواب يصرح تعليقا على شبكة التجسس قائلا: «الحكومة الايرانية ارتكبت خطيئة في حق الكويت ولم تراع قواعد حسن الجوار والعلاقات الثنائية، ويجب أن تأخذ الكويت الحذر من النوايا الإيرانية وألا تعود العلاقات إلا بعد ضمانات وتأكيدات بعدم التدخل في الشأن الكويتي».
وما لبث أن عاد النائب نفسه بتصريح جديد قال فيه بالحرف الواحد «إيران دولة صديقة وشقيقة، وتدخلها بقضية التجسس التي ادانها القضاء امر مرفوض، ولا نريد لهذه القضية ان تكون نهاية المطاف في علاقتنا بإيران، ويجب التغلب على هذا الملف لتعود العلاقات لسابق عهدها».
من يقرأ التصريح الأول لا يمكن أن يصدق أن قائله هو نفسه صاحب التصريح الثاني، فالأول فيه حماسة وتغليب لمصلحة الوطن على أي شيء آخر والثاني ورغم ما فيه من التفاف وصياغة ركيكة إلا ان المفهوم منه بوضوح ان النائب عاد عن تصريحه الأول ونجد في هذا التصريح تخاذلا وتسويفا وضعفا وربما أشياء أخرى من هذا القبيل لا نعلم أسبابها. وعندما تفكر لماذا أدلى ذلك النائب بالتصريح الأول ومن ثم تبعه بالثاني تتأكد أنه لم يكن في كامل وعيه وفي كامل عافيته وربما أصابه شيء جعله يغير أفكاره وأطروحاته خلال ساعات.
فيما يبدو ان النائب بعد تصريحه الأول أراد ان يقف على حقيقة تفكير القيادة الإيرانية فتوجه الى مطعم «الزمردة» الإيراني وتناول بعض الأطعمة ليرى بماذا يشعر.
في مخيلتي ان النائب طلب مرق شبزي وآش وجلو كباب مع لبن خاثر بالنعناع وقطع كبيرة من البصل الإيراني وبعد تناول هذه الوجبة خرج النائب ليطلق تصريحه الثاني تحت تأثير هذه الأطعمة التي خدرته وخصوصا البصل واللبن.
السؤال هنا: هل إلى هذه الدرجة تستطيع وجبة شبزي وآش ان تغير مفاهيم بعض النواب وتوجهاتهم؟ وهل لوجبة جلو الكباب تأثير السحر الذي يغير القناعات والمبادئ؟ أسئلة مشروعة يجب ان تخطر على ذهنك وانت تتابع تصريحات النائب.
لكن المتابع لذلك النائب يجد أنه دائما يتلون في تصريحاته ويراوغ ويعزف على الأوتار وأسلوبه دائما التهديد والوعيد ومن ثم التخاذل والتراجع وتحسين الصورة حتى وان كانت مبنية على مبادئ باطلة وقناعات مشبوهة، فذلك النائب فور فوزه بالمقعد البرلماني في هذه الدورة أعلن أنه سينضم لصفوف المعارضة وأن التكتل الشعبي هو الأقرب إلى قلبه، وأقسم في ندوة العقيلة بأنه سيطرح الثقة في رئيس الوزراء، وعندما قُدم استجواب لرئيس الحكومة لم نسمع صوتا لذلك النائب، بل اختفى تماما عن الساحة.
نحن نرفض ان يكون لنائب الأمة مصالح مع الحكومة، وان كان هذا مع الأسف أمرا واقعا، إلا ان السؤال الذي يفرض نفسه هنا ما مصلحة الخطيب السابق الذي هز المنابر بالهجوم على النظام الإيراني، ومن ثم التراجع عن موقفه ومغازلة النظام الإيراني بالرغم من أنه نائب في البرلمان الكويتي؟ وهل مورست عليه ضغوط من اشخاص ما ليتراجع عن موقفه ويقول هذا التصريح الثاني؟
لا نعلم حقيقة أو فائدة الانبطاح والتخاذل والضعف، وما المصالح التي تجعل الإنسان يبيع نفسه بوجبة شبزي أو آش أو حتى شربة لبن، صحيح النفس أمارة بالسوء، ولون الزعفران الإيراني خلاب.. لكن في النهاية كل ذلك زائل وتبقى مصلحة الكويت فوق الجميع.
عبدالله العدواني
تعليقات