كاتبة بحرينية تحذر الكويت
زاوية الكتابسوسن الشاعر منتقدة قناة الوطن: صح النوم يا كويت
كتب إبريل 3, 2011, 10:08 م 10285 مشاهدات 0
كلمة أخيرة
صح النوم يا كويت
سوسن الشاعر
أعرف تماماً وأثق تماماً أنه لا يمكن أن يدور في خلد أي من ملاك قناة الوطن الكويتية ولا مجلس إدارتها أن يسيئوا للبحرين لأني أعرف طبيعة العلاقة الخاصة والحميمية التي تجمع العم بو خليفة ''علي العذبي الصباح'' صاحب القناة برئيس وزراء البحرين سمو الأمير الملكي الشيخ خليفة بن سلمان، وأعرف ماذا تعني البحرين لهم، ومع ذلك أقول ومع ذلك تم شتم وإهانة أسرة آل خليفة على شاشة القناة! فمن أعد للحلقتين تلك التي استضاف فيها برنامج ''تو الليل'' صالح عاشور الأسبوع الماضي والتي استضاف فيها خالد الشطي يوم الخميس الماضي نصب فخاً استدرجوا فيه القناة لخدمة أغراضهم السياسية الأيديولوجية ضاربين عرض الحائط ليس بالعلاقة الحميمية التي تربط بين أبناء العمومة؛ بل ضربوا بعرض الحائط الأمن الوطني وسلامته بين الدولتين الشقيقتين الكويت والبحرين. فقد نجح بحرينيون ومعهم كويتيون ينتمون لنفس الاتجاه الأيديولوجي الحزبي المؤمن بولاية الفقيه باختراق هذه القناة اختراقاً وصل العمق والجذور، حتى أصبحوا هم المصادر التي يوكل لها مهمة ومسؤولية ترتيب أي برنامج يخص البحرين! وفي هاتين الحلقتين حلقة عاشور وحلقة الشطي كانوا ينوون -و(بنصيحة) منهم- قدموها للقائمين على القناة باستضافة أقطاب من حزب الله البحريني في برامجهم تحت ذريعة تمثيل الرأي والرأي الآخر مع فيصل الشيخ وهشام الزياني دون علم جماعة قناة الوطن بخلفيات الأسماء البحرينية. هم ذاتهم الذين رتبوا للضيفين الكويتيين صالح عاشور وخالد الشطي ليمثلا وجهة النظر الأخرى البحرينية حين عجزوا عن استضافة البحرينيين من الحزب في الكويت! ثم تم تزويد عاشور والشطي (بمعلومات) لآراء مصدرها حزب الله البحريني كي يتم تسويقها عبر القناة، فكان البرنامج عبارة عن معلومات حزب الله مقابل معلومات مضادة، لا رأي ورأي مضاد، والأدهى أن الاثنين عاشور والشطي لم تطلب منهما القناة إثبات أي معلومة تخص أحداث البحرين؛ بل تركتهما يؤديان دورهما فحسب وهو التشكيك فقط بأي معلومة تأتي من الطرف المقابل والقول أنها مفبركة، واعتبرت القناة مجرد وجود عاشور والشطي هو تمثيل ''للرأي الآخر'' يثبت مهنية القناة. ماذا كانت النتيجة؟ في النهاية نجح اثنان من حزب الله الكويتي بمخاطبة وتوجيه فلول حزب الله البحريني عبر شاشة قناة الوطن الكويتية التي يملكها العم بو خليفة الصباح دون علم منها!! هذا الحزب الذي عمل على قلب نظام الحكم في البحرين والذي أعلن عن قيام حزب الجمهورية الإسلامية البحرينية استطاع أن يصل ويجد له موطئ قدم في قناة الوطن الكويتية، وأجزم أن الإخوان في القناة لم يخطر ببالهم أنهم مخترقون إلى هذه الدرجة. أكرر من جديد ثقتي بنوايا أصحاب القناة وبنوايا الأخ خالد عبدالجليل صاحب الفقرة التي تم فيها استضافة فيصل الشيخ وهشام الزياني، وللحق فالتقصير جاء من صوبنا نحن أيضا في الوصول إلى الإعلام الكويتي وصناع القرار الكويتي وتوضيح خلفيات الأحداث، لكن رب ضارة نافعة كشفت هذه المرة حجم ودرجة الاختراق. كلي ثقة بأنه لا القناة ولا الأخ عبدالجليل ورد إلى ذهنهم حجم الضرر وتم تضليلهم واستغلالهم وخاضوا بقضايا هي مساس بأمننا القومي كادت فيها البحرين أن تنزلق إلى حرب أهلية وغزو أجنبي بتهديد صريح من ذراع إيران العسكري على لسان حزب الله، معتقدين أنهم إنما يتناولون خلافاً بين (معارضة) تختلف مع رئاسة وزراء أو حكومة، وغاية ما حدث في البحرين مجرد تطاول من البعض في حرية التعبير من قبل بعض أعضاء المعارضة على الحكم في البحرين ورموزه، والقناة حاولت أن تلتزم بالمهنية الإعلامية فحسب!! اكتفى الإخوان في القناة وبحسن نية باستقاء معلوماتهم من (المصادر البحرينية) المزروعة في قنواتهم منذ سنوات، وها هي اليوم توظف علاقاتها واختراقها لخدمة أهداف تصل في خطورتها إلى الاتصال بحزب متهم بقلب نظام الحكم في البحرين. إلى هذه الدرجة وصل الاختراق الأمني لمؤسسات الكويت الإعلامية حتى تلك التي يملكها أفراد من أسرة الصباح. فلا عجب أن تكتشف الكويت الآن أكثر من شبكة تجسس إيرانية وصل اختراقها للجيش والحرس الوطني وحرس الحدود وحراس المنشآت الأمنية، وسيطروا على الإعلام واخترقوا مجلس الأمة! أحبتي أهل الكويت.. إخواني أهل الكويت.. أسألكم بالله وأسألكم باسم ترابكم الغالي الذي دفن فيه والدي وهو يخدم في الجيش الكويتي إلى عام 1996 حيث توفاه الله ودفن في أرضها، أسألكم ألا يذكركم هذه الغفلة وحجم الاختراق بشيء؟ ألا ترونه تكراراً متطابقاً مع سيناريو حدث لكم قبل 2 أغسطس 1990؛ حين أفاقت الكويت لتجد الجيش العراقي يجوب شوارع الكويت واكتشفتم فيما بعد حجم الاختراق الأمني للاستخبارات العراقية وأن العراقيين يعرفون عناوين وأسماء وأعمار وزوجات وأبناء ضباط الجيش الكويتي وأن زراعتهم قد استغرقت أكثر من عشرين عاماً والكويت كانت نائمة على حسن نيتها! الخلاصة.. هل نحن محرضون ضد شيعة الكويت؟ أبداً والله ولسنا ضد شيعة أهل البحرين، إننا ننبه فقط لوجود مخطط حزبي يدعي أنه يتحدث باسم شيعة الكويت والبحرين، وهم جماعة تعمل وفق ومخطط تم كشفه في البحرين وألقي القبض على معظم قيادته، وحين ضاقت عليه بدأ يحرك خلاياه النائمة في الكويت كي تنطلق القيادة من جديد من خلال أرض الكويت وإعلامها ومجلس أمتها وتأخذ زمام المبادرة، وتحاول نقل قيادة الحزب من البحرين إلى الكويت وإدارة عمليات فلول حزب الله البحريني من أرض الكويت. هذا التحرك المحموم للظهور على القنوات الفضائية من قبل قيادات تلك الجماعة ليس لتوعية أهل الكويت بأحداث البحرين إنما لتضليلهم ولإعلان انتقال القيادة الحزبية إلى الفرع الكويتي. أتدرك الكويت إلى أين وصلت؟ أنتم الآن بين فكي كماشة إيران من جهة والحكومة الإيرانية العراقية من جهة أخرى، ووصلت بكم الغفلة أن تخترق كل مؤسسات الدولة عندكم بعناصر من ذات الحزب الذي يدير الحكومتين الإيرانية والعراقية. وأول مهامه الآن هو عزل الكويت عن عمقها الاستراتيجي الخليجي بكل ما أوتي من قوة، وذلك بضرب قيادات السعودية السياسية والدينية عبر قنواتكم الإعلامية المرخصة من وزارتكم، وضرب الأسر الحاكمة الخليجية بعضها ببعض، وأنتم تسلمون الكويت لهم (مصلمة) دون أدنى مقاومة!! أحبتي أهل الكويت؛ حين تحرك درع الجزيرة هذه المرة للبحرين فإنه تم إنقاذ البحرين بشكل استباقي ولله الحمد حتى لا تتكرر تجربة الكويت السابقة، وبالنسبة لكم في المرة الأولى تحرك العالم لتحريركم عبر الأراضي السعودية، فهل تعتقدون أنكم ستحصلون على ذات الفزعة الأولى لو لا قدر الله وتكرر السيناريو؟ لن أقول ''تو الليل''؛ بل أقول ''صح النوم يا كويت''
تعليقات