بس ما وصلنا إليه من فساد يرجعه محمد الملا لخطأ السياسات التي رسمتها القيادة، وبعض الأقطاب الكبيرة ؟!

الكوايتة عاوزين إيه؟     
Monday, 04 April 2011 
محمد الملا

من يعتقد أنه بتغيير الحكومة بكل اشخاصها سوف يتغير النهج في البلد فهو مخطئ لان التغير يبدأ في الاشخاص ، يبدأ في المجتمع ، يبدأ في السلوك الاجتماعي، ونحن كمواطنين كويتيين حتى الان لم نفهم المعنى الحقيقي لكلمة ديمقراطية، التي تعني الحرية والتي تؤدي الى تنامي الشعور بالمسؤولية وبالحفاظ على وحدتنا الوطنية وبالحفاظ على الانتماء والعمل على الاخلاص والتضحية.

كان سلوك الكويتيين قبل ظهور النفط هو العمل، فتم بناء 3 أسوار بأيديهم السمراء واشترك فيها كل اطياف المجتمع وايضا شاركوا بكل الحروب تحت لواء آل الصباح الكرام للدفاع عن ثرى هذا الوطن المعطاء وتحولوا من عمل البادية الى عمل البحر فصنعوا السفن وسافروا الى افريقيا وأوجدوا التجارة البينية بين دول المنطقة حتى اصبحنا نورد المواد الغذائية الى الشام وتركيا.

هذا السلوك الاجتماعي أوجد دولة عظيمة قبل النفط وبعد ظهور النفط أوجدنا الديمقراطية والدستور وكيان دولة وطبقنا مبدأ توزيع الثروات على الجميع، فتحول المجتمع من مجتمع يبني الى مجتمع استهلاكي همه الوحيد ( الكشخة) فدخلنا بصراع طبقي وبدأت العوائل تضيف حرف (ال) للكشخة أيضاً، وانتشر الفساد وصار المجتمع يدافع عن مذهبه وقبيلته وتياره السياسي والخطأ مو خطأ الحكومة إنما الخطأ هو من السياسات التي رسمتها القيادة وبعض الاقطاب الكبيرة تحت حجة ( خلي الكل ياكل ) فوصلنا اليوم الى ان الفساد اصبح متربعاً في الاجهزة التنفيذية وعلى ثقافتنا كمواطنين لذلك لا يمكن لأي موظف ان يحصل على كرسي او ترقية من دون واسطة واصبح للحرامية ظهرا يحميهم وصار تجار السياسية يخلقون الازمات من اجل الصفقات فتراجعت البلد وصرنا نأكل انجازاتنا التي بناها الاباء والاجداد.

من يعتقد انه بالحكومة الجديدة سوف يتغير النهج فهو واهم لأنه يجب علينا ان نتغير نحن كشعب ومن ثم يأتي التغيير بالسلطة التشريعية وينعكس ذلك على الحكومة عند ذلك نقول اننا وصلنا الى نقطة البداية الى نهضة بلد وياليتنا نتعلم مبدأ حب الوطن والعمل مثل الشعب الالماني والياباني لكن هناك بارقة أمل في التحركات الشبابية التي تدعو الى التغيير وسواء كنا نتفق معها او لا نتفق فهو تحرك شبابي يجب ان يحترم لعل تظهر لنا نبته جميلة تعشق وطن اليامال ونسأل الله سبحانه، ان تكون نبتة خير وامل في بلد انتشر فيه الفساد واصبح الشرفاء في وادً والنواب والحكومة في واد أخر من أجل المادة والكرسي.

وأود ان أسال شعبنا الكريم شعب اليامال: احنا عاوزين ايه؟ وبالكويتي احنا إشنبي نريد نبني وطن وما نبي نهدم وطن، خلونا نتعلم من الاباء والاجداد التمسك بالدين وحب الوطن والولاء لآل الصباح الكرام بدلاً من الصراع من أجل ثروات البترول.
والله يصلح الحال اذا فيه حال.
والحافظ الله يا كويت.