ما اشبه فتنة اليوم بفتنة البارحة- إبان الحرب العراقية الإيرانية، واتهامات الولاءات والخيانات مع عبدالهادي الصالح ؟!
زاوية الكتابكتب مارس 28, 2011, 12:10 ص 2280 مشاهدات 0
ما أشبه فتنة اليوم بفتنة البارحة
الاثنين 28 مارس 2011 - الأنباء
عبدالهادي الصالح
ما أشبه فتنة اليوم بفتنة المواقف الحادة المتعارضة التي عاشها الكويتيون إبان الحرب العراقية ـ الإيرانية في الثمانينات من القرن الماضي، حينما كانت الطائفية واتهامات الولاءات والخيانات والتمددات الخارجية على أشدها. ولكن الحمد لله على كل حال والشكر لله على بلاء الاحتلال الصدامي الغاشم الذي وحّد الكويتيين وأعاد لحمتهم ثم نصرهم رغم كل الخسائر الغالية التي تحملها الكويتيون وأولها شهداؤنا الأعزاء. ولذلك لماذا لا نستفيد من تجاربنا؟ ولماذا التعصب للرأي وحشد الشارع والفضائيات بمنظار ضيق من أجل قضية البحرين والبحرينيون أنفسهم مختلفون فيها. نحن الذين نزعم أننا أهل الديموقراطية وأهل الحريات والدفاع عن الرأي والرأي الآخر. الجميع يعلم أن داخل كل من دول مجلس التعاون الخليجي مشاكل وآراء تخالف سلطاتها السياسية وأولهم نحن في الكويت حيث وصل السقف عندنا الى حشد الشارع عمن أجل اسقاط سمو رئيس مجلس الوزراء وهو أمر يشكل خطا شديد الاحمرار عند بعض اشقائنا الخليجيين وبالوقت ذاته هناك دولة إيران وهي التي تشاركنا كل الساحل الآخر المطل على الخليج العربي، وهي ـ شئنا أم أبينا ـ دولة عظمى في المنطقة، لا تتأخر في إبداء رأيها تجاه ما يجري في العالم عامة والمنطقة الخليجية خاصة، إضافة الى أنها ـ أي إيران ـ تحمل أيديولوجيات وفكرا إسلاميا قد يصطدم بطموحات بعض دولنا الخليجية والعربية ومن ضمنها المشروع التصالحي مع إسرائيل، علاوة على أميركا المتضرر الأول من قيام النظام الجمهوري الإسلامي في إيران وهو الحليف الأول المساند لبعض دولنا هذه، بل إنها ـ جهارا نهارا ـ توجّه وتتدخل في تفاصيل الاوضاع الديخلية لها آخرها التقرير الأميركي عن حريات الأديان في الدول الخليجية ومنها بلادنا الكويت، بل إنها تستفزها ضد إيران، وفي خضم ذلك كله لنعترف جميعا بأن عندنا في المنطقة حالة من الاستفزاز الطائفي تارة عبر التوجهات الدينية المتطرفة وتارة عبر ممارسات رسمية لإدارات دينية استحوذت عليها هذه الجماعات وبتشجيع من السلطة السياسية. بالإجمال الوضع معقد ومتشابك، وما نعيشه اليوم بشأن أوضاع البحرين ما هو إلا نموذج لمثال سابق مرشح أن يتكرر مستقبلا إذا لم يتم الاقتناع بهذا الخطر الداهم وتوضع له البرامج والخطط القريبة والبعيدة للقضاء على مسبباته ومعالجة أخطائه، ولا يحسبن أحد أنه بمنجاة من هذا الخطر.
وما يؤسف له أن يكون أحد أطراف هذه الفتنة بعض من رجال الدين وأهل الفكر الإسلامي وبعضا ممن يفترض أنهم يمثلون الأمة في مجلس الأمة، وقد تخلوا في هذه الجزئية عن دورهم الإصلاحي والتنموي وتناسوا التنظيرات الرائعة عن الوحدة وحرية الرأي والتعبير وحق الشعوب في تعزيز مصيرها وانقادوا تحت ضغوط الطائفية المقيتة، فهل علينا أن نقدم تضحيات أخرى حتى نستفيق من هذه الغفلة، ولكن أملنا برجال الدين الكبار في رؤيتهم البعيدة وحرصهم على وحدة الأمة، وأملنا برجال يخافون الله في أمتهم جميعا وينصحون لله تعالى. ولعل النموذج الرائع لمن يستحق الشكر هو صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد برؤيته الثاقبة وبوساطاته السلمية الحليمة دون أن ينحني لهذا الضغط أو ذاك فله الشكر والتقدير وأطال الله عمره ذخرا للكويتيين جميعا وللخليجيين والأمة الإسلامية عونا وناصرا.
تعليقات