عبداللطيف الدعيج يستغرب وجود محامين يريدون الدفاع عن مبارك لأنه ساند الكويت بحرب التحرير ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1157 مشاهدات 0


محامو آخر زمن 

كتب عبداللطيف الدعيج : 

 
لا اعلم من أين اتى هؤلاء المحامون بشهاداتهم او خبرتهم الخاصة التي تؤهلهم للترافع في قضية اعلامية سوف تشغل ربما العالم بأكمله. المحامون الذين يتبارون في اطلاق التصريحات التي تعتذر عن الدفاع عن الرئيس المصري السابق حسني مبارك مضحكة، وتعبر اول ما تعبر عن جهل قانوني فاضح وازدراء لا لبس فيه لمهنة المحاماة. بعض السادة المحامين يرفض الدفاع عن الرئيس المصري المخلوع بحجة ان ذلك يتعارض مع مبادئ الشباب المصري ومطالبه. والبعض الآخر يرفض هذا الدفاع احتراما لمشاعرهم.!! أي ثوار هؤلاء؟ وأي مشاعر هذه التي تنكر على المتهم حق الدفاع؟ وأي محامٍ يدين المتهم قبل المحاكمة وقبل حتى سماع اقواله؟!
على الطرف المقابل هناك محامون اكثر سخفا من هؤلاء، وهم الذين يقفون مع الرئيس المصري تقديرا واحتراما لماضيه او سيرته التاريخية. المصريون منهم ينظرون له على انه بطل تحرير سيناء وقائد الضربة الجوية، لهذا هو يستحق الدفاع عنه، بل وفق منطق التقدير هذا بامكانه ان يرتكب ما شاء من الجرائم، فرصيده الوطني يشفع له ويغطي تكلفة الجرائم التي ارتكبها او قد يرتكبها. طبعا هؤلاء مصريون، وينطلقون او يدعون انهم ينطلقون من مواقف وطنية مصرية. لكن هناك محامين آخرين كويتيين يرون ان الرئيس مبارك يستحق الدفاع عنه لانه ساند الكويت في حرب التحرير.
ليس أسوأ من اولئك إلا هؤلاء، فالمحامون الكويتيون يريدون ان يسامحوا الرئيس المصري المتهم بتبديد وربما سرقة اموال مصرية لا لشيء الا لانه ساهم في تحرير الكويت!! ما علاقة اموال مصر بتحرير الكويت، وكيف يمسح موقف سياسي جريمة وتعدياً فعلياً على اموال لا علاقة لها على الاطلاق حتى بهذا الموقف؟
الادهى من هذا، ان هناك الكثير ممن يريد لنا ككويتيين ان نبقى اسرى مواقف البعض من معركة التحرير. علما بان كل من ساهم في تحرير الكويت فعل ذلك انطلاقا من مصالحه الخاصة وتلبية لمواقف وسياسات تخدم اهدافه وطموحاته الذاتية. بل المضحك هنا هو ان الرئيس المصري لم يشارك شخصيا في الحرب ولم يرسل ابناءه للدفاع عن الكويت، بل هي دولة مصر، وشعب مصر، من ساهم «رمزيا» ـــ ونضع الف خط تحت رمزيا ـــ في معركة التحرير... فكيف نحفظ حق الرئيس وننسى مشاعر ثمانين مليون مصري ومصالحهم؟

عبداللطيف الدعيج
 
 

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك