ضاري المطيري يُشيد بفتاوى علماء السلف في تحريم الخروج على الحكام ومنع المظاهرات
زاوية الكتابكتب مارس 10, 2011, 11:06 م 2466 مشاهدات 0
شجاعة علماء السلف عبر التاريخ
الجمعة 11 مارس 2011 - الأنباء
العلماء علــى ثلاثة أنواع: عالم ملة، وعالم أمة، وعالم سلطة، فعالم الملة هو المحكم للكتاب والسنة بفهم الصحابة ولا يخاف في الله لومة لائم، وعالم السلطة، سواء بفتح السين واللام أو بضم السين وتسكين اللام، هو الذي يفتي السلطان في معصية الله، وأما عالم الأمة، أو عالم الخمة، بالتشديد، فهو من همه جمع الناس حوله، يقدم رضا الناس على رضا الله، ويقبل التلقين في الفتوى.
علماء الملة هم العلماء الربانيون، الذين يعلمون الناس صغار المسائل قبل كبارها، ويبدأون بالأهم فالمهم، لا يشغلون الأمة بالسياسة عن التوحيد، لا يتغافلون عن إنكار الشركيات والخرافات والسحر والشعوذة، وحريصون أشد الحرص على نصيحة السر للحكام، لأنهم يريدون الإصلاح وليس التشنيع وتحريك الجماهير للتصفيق والتطبيل، يعتبرون من أحداث التاريخ جيدا، ورحم الله – إمام دار الهجرة – مالك بن أنس القائل «والله لن يصلح حال هذه الأمة إلا بما صلح به أولها».
أول هؤلاء العلماء الناصحين، بل سيد الناصحين، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي حكّم الأمر الرباني ولم يخش سخط الآخرين، ففي الحديث ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية لما رأى ان بنود الصلح تضر المسلمين: ألست نبي الله حقا؟ قال: بلى، قال عمر: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى، قال عمر: فلم نعطي الدنية في ديننا إذن؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري».
وأما الثاني فهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فحين جمع لقتال أهل الردة، قال له عمر: يا أبا بكر! كيف تقاتل الناس، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقها؟!» فقال أبوبكر رضي الله عنه: لأقتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، والله لو منعوني عناقا، كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها، قال عمر رضي الله عنه: فوالله، ما هو إلا أن رأيت الله تعالى قد شرح صدر أبي بكر لقتالهم، فعرفت أنه الحق».
وفي القرن الماضي رأينا كيف أن الإمام عبدالعزيز بن باز واجه سخط الكثيرين من طلبة العلم المتحمسين والمرجفين عند فتواه بجواز الاستعانة بالقوات الأجنبية لتحرير الكويت من براثن الغزو، وما هي إلا أشهر وسنوات فتبين أنه الحق، ولا نقول إلا «رحمك الله يا شيخ ابن باز».
وها هم علماء السلف اليوم فتاواهم لا تتغير بالأهواء، هي هي، في السراء والضراء يكون قائدها آية قرآنية أو حديثا نبويا أو قول صحابي وحسب، وليسخط بعدها الساخطون، ففتاواهم في تحريم الخروج على الحكام ومنع المظاهرات لم تتغير، ولم ترضخ لصراخ الغوغاء وعويل الدهماء.
أخيرا: بدأ المد ينحسر ويكشف عن حجم الكوارث التي ألحقتها المظاهرات الأخيرة، وسيتبين أكثر بعد سنوات ان حجم التضحيات التي قدمت أكبر بكثير من حجم المكاسب الموهومة التي حصل عليها المتظاهرون والشعوب الغلبانة، وحاليا الغرب يسعى بكل ما أوتي من نفوذ لتسريع عجلة الثورات في عالمنا العربي والإسلامي لتعم الفوضى والفرقة قبل ان تتكشف الأمور على حقيقتها، وقديما قالوا «إذا أقبلت الفتنة عرفها العقلاء، وإذا أدبرت أدركها الجهلاء»، فمن يصدق أن ثورات القرن الماضي أوصلت عبدالناصر والقذافي وصدام حسين وبن علي والخميني وغيرهم إلى السلطة باسم الشعب؟!
ضاري المطيري
تعليقات