عبدالعزيز صباح الفضلي يروي بعض المشاهد لطاغية العراق 'هدام'، وفرعون مصر، وأحمد عز ؟!
زاوية الكتابكتب مارس 4, 2011, 12:42 ص 2345 مشاهدات 0
عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / أين العز يا أحمد عز؟
كنا نقرأ في كتب التاريخ عن تقلب الدنيا بأهلها، وعن انتقام الله عز وجل من الظالمين والطغاة والمتكبرين، وكيف انقلبت حياتهم من العز إلى الذل ومن الغنى إلى الفقر، ومن الملك إلى الحبس، كما وقع للمعتمد بن عباد أحد ملوك الطوائف في بلاد الأندلس، فلقد بلغ فيه الإسراف والتبذير والعبث ما نقلته الكتب من أن زوجته وبناته أطلوا يوماً من سور القصر فرأوا عمالاً يخوضون في الطين من أجل البناء، فاشتهت زوجته أن تقوم بالعمل نفسه، فما كان من المعتمد إلا أن لبى رغبتها فملأ لها ممراً بالمسك والعنبر والكافور، وجعلها تخوض فيه وتلعب، ودارت الأيام دورتها وتقلب الزمان بأهله، إذ سقطت مملكته بيد دولة المرابطين فقتلوا أصحابه، وأما هو فقد سجنوه في سجن أغمات، وتشتتت أسرته، فصارت زوجته تغزل للناس لكسب العيش، وبناته يسرن في الطرق حافيات الأقدام، وفي أحد الأعياد قدمن لزيارته، فرآهن يلبسن ثياباً ممزقة ومرقعة، وعلى محياهن الفقر والعوز، فآلمه ذلك وأنشد يقول:
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا
فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعة
يغزلن للناس لا يملكن قطميرا
برزن نحوك للتسليم خاشعة
أبصارهن حسيرات مكاسيرا
يطأن في الطين والأقدام حافية
كأنها لم تطأ مسكا وكافورا
قد كان دهرك إن تأمره ممتثلا
فردك الدهر منهيا ومأمورا
من بات بعدك في ملك يسر به
فإنما بات في الأحلام مغرورا
ويشاء الله عز وجل أن نرى في زمننا هذا بعضاً من هذه المشاهد، خصوصاً في وطننا العربي، فطاغية العراق «هدام»، انتقم الله منه، فقبض عليه وهو مختبأ في جحر، وأبناؤه قد تمت تصفيتهم، وزوجته وبناته مشردات، ثم أعدم يوم العيد، وها هو «شين العابثين»، هارب خارج بلده، مقيد في تحركاته واتصالاته، قد سلب ملكه، وصودرت أمواله، وما حل بفرعون مصر، ليس عن ذلك ببعيد، إذ هو محبوس في شرم الشيخ، وقد أصدر النائب العام أمراً بمنعه من السفر مع تجميد حساباته، ومن عجائب المناظر، صور الامين العام لـ«الحزب الوطني» في مصر المدعو أحمد عز، فلقد رأيت بعض صوره والتي تشير إلى مدى الكبر والطغيان الذي كان يعيشه إذ كان لا يرتدي حذاءه بنفسه وإنما يقوم أحد الذين استأجرهم بهذه المهمة، فانتقم الله عز وجل من هذا الجبروت فلقد شاهد الناس صور نزوله من عربة السجن التي تستخدم للمجرمين، ثم صورته وهو خلف القضبان والذل والهوان على وجهه، أمواله مصادرة، وبقاؤه في السجن لأعوام عدة احتمال كبير.
إنها سنن الله التي لا تتبدل ولا تتغير، ولذلك ما حل بهؤلاء ينبغي أن يكون درساً وعبرة لمن هم بمثل أحوالهم فهل يتعظون؟
هل يفعلها القذافي؟
من الأمور التي تحمد للمعتمد بن عباد هو رفضه الفكرة التي طرحها بعض أصحابه وهي الاستعانة في النصارى لقتال المرابطين وقوله «لأن أكون راعي ابل في صحراء أفريقيا خيرٌ من أكون راعي خنازير في أوروبا». واليوم هناك تهديدات بتدخل صليبي في ليبيا للسيطرة على الثروة النفطية تحت ستار الدفاع عن الحريات، فهل يفعلها صاحب الكتاب (الأسود) ويسلم الحكم لأبناء شعبه بدلاً من عباد الصليب؟ أشك في ذلك.
تعليقات