'كيف' تبدلت قناعات أعضاء كتلة إلا الدستور الرافضة لتعديل الدستور، بهذه السرعة وفي هذا الوقت؟!، سعود السبيعي متسائلا ؟!
زاوية الكتابكتب مارس 4, 2011, 12:09 ص 2073 مشاهدات 0
تناقض دعاة الإصلاح
الجمعة 4 مارس 2011 - الأنباء
سبحان مغير الأحوال، بالأمس القريب كانت تنصب المشانق والمقاصل لمن يطالب بتعديل الدستور همسا كان أو جهرا، وأصبحت المطالبة بذلك كمن يطالب بتحريف القرآن، وفي سبيل النهي عن ذلك طالب البعض بتشريع قانون يعاقب كل من توسوس له نفسه بتعديل الدستور أو تنقيحه، وظلت حرمة الدستور وقداسته هي المعيار الذي تقاس عليه وطنية هذا وخيانة ذاك، وإيمانا بحرمة المساس بالدستور شكلت مجموعة من النواب كتلة نيابية أطلقت على نفسها «إلا الدستور» تحذر من أن الاقتراب من الدستور أو حتى المرور في الشارع المقابل له جريمة لا تغتفر ومن واجب الكتلة إطلاق النار على من يقترب من أسواره.
هذه الكتلة التي أعلنت رفضها لأي تعديل أو حتى الحديث عنه قبل شهر هي نفسها التي تطالب اليوم بتعديله، وتعالوا لنسمع ما قال أعضاء كتلة إلا الدستور، فهاهم النواب فيصل المسلم وجمعان الحربش ووليد الطبطبائي يصدرون بيانا يطالبون فيه بتعديل مواد الدستور ويؤكدون أن الحال لن يستقيم ما لم يتم تعديل المواد المراد تغييرها كما أرادوا، وهاهو النائب السابق فهد الخنة المنضم لهم في كتلة إلا الدستور يسير معهم في ذات الاتجاه مطالبا هو الآخر بتعديل الدستور، وينفرط العقد وتتساقط حباته الواحدة تلو الأخرى ويظهر على الساحة المنظّرون والكتاب ممن كانوا يكيلون التهم لمن يطالب بذات المطالب من قبل، فبرز الكاتب أحمد الديين أشد المتطرفين للدستور بمقال يدعو فيه الأمة الكويتية الى ضرورة تعديل الدستور ويبشرنا بدستور جديد وشريعة جديدة مؤكدا أن دستورنا الذي بين أيدينا ما هو إلا الحد الأدنى مما يجب أن تكون عليه الدساتير المحترمة من ذوات الحسب والنسب أما ما لدينا فهو هجين لا يناسبنا ولا نناسبه.
في الواقع، لا خلاف على فكرة تنقيح الدستور، فقد وردت تلك الفكرة في الدستور نفسه ونصت على وجوب تنقيح الدستور بعد خمس سنوات من العمل به نحو مزيد من الحريات والمكاسب، ولكن ورغم نص الدستور على هذه المادة، إلا أن من يطالب اليوم بتفعيلها هو نفسه من يعادي ويتهم من طالب بها في وقت سابق، فهناك الكثير ممن سبقوهم في تلك المطالب خلال الخمسين عاما الماضية منذ ولادة الدستور ونالهم ما نالهم من تجريم وإهانة، ولكن يبدو أن حادثة النائب علي الراشد هي القريبة للذاكرة فالراشد حين أعلن رغبته في طرح فكرة تعديل الدستور ووفق الأطر الدستورية ومن خلال حوار وطني يضم جميع القوى السياسية قامت القيامة عليه وارتجت الأرض بما حملت وصال وجال النواب والكتاب محذرين من مؤامرة كبرى يقودها علي الراشد بالاتفاق مع الحكومة لخطف الدستور وتقطيع أوصاله والتصدق بها على السائل والمحروم، وأصبح الراشد هدفا للشتائم حتى نفدت الشتائم من الأسواق وأصبحت شتيمته بألف جمل.
ما أريد قوله هو «كيف» تبدلت قناعات أعضاء كتلة إلا الدستور الرافضة للتعديل بهذه السرعة وفي هذا الوقت؟! سؤال جدير بالتساؤل.
سعود السبيعي
تعليقات