محمد الدوسري عن إعتصام ساحة الصفاة: 8 مارس يوم جميل، فليستمتع به الكويتيون بالتعبير عن آرائهم بكل حرية ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1936 مشاهدات 0


غربال 
8 مارس الجميل 
 
كتب محمد مساعد الدوسري

لماذا يستشيط النواب المؤيدون للحكومة غضبا من تاريخ 8 مارس، فهو يوم المرأة العالمي الذي يسانده سمو الرئيس بدعمه لتمكين المرأة في الكويت، وهو اليوم الذي يفترض أن تدعمه النوائب سلوى الجسار ومعصومة المبارك ورولا دشتي بحكم أنهن من النساء، وهو يوم الدفاع عن حقوق المرأة الذي يجب على النائب علي الراشد الاحتفال به.
   لماذا يوصف المتداعين للتجمع في هذا اليوم بـ “الحثالة” في احدى وسائل الإعلام الإلكترونية المملوكة لأحد المقربين من الحكومة، فهل أصبح الشباب الكويتي حثالة لمجرد تعبيرهم عن رأيهم بطريقة سلمية حضارية تعلموها من الدستور الذي تربوا عليه واعتقدوا أنه الضابط لعلاقة الشعب مع النظام، ولماذا يوصف هؤلاء الشباب بـ “الأنجاس”، هل يعقل أن يتم وصف كويتيين بالأنجاس؟!.
كثيرة هي الأسئلة إلا أن الإجابة عنها واضحة، فما عليكم إلا أن تنتبهوا للتعيينات الأخيرة في المناصب القيادية للدولة حتى تعرفوا لماذا يستذبح نواب إلا الرئيس، فعندما تتحول المناصب القيادية إلى مكافآت لخدمات هؤلاء، فحتما سيستذبحون من أجل بقاء الحكومة التي تكافئهم من مناصب الدولة، هذه المناصب التي أصبحت مدخلا كبيرا للفساد في مقابل البقاء لمدة أطول.
الدستور الكويتي نص في المادة 44 على أنه “للأفراد حق الاجتماع دون حاجة لإذن أو إخطار سابق، ولا يجوز لأحد من قوات الأمن حضور اجتماعاتهم الخاصة والاجتماعات العامة والمواكب، والتجمعات مباحة وفقا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون، على أن تكون أغراض الاجتماع ووسائله سلمية ولا تنافي الآداب”، بينما تحذر وزارة الداخلية من عقد هذه التجمعات وتلمح إلى فضها بالقوة إن اضطرت إلى ذلك، فمن نصدق في هذه الحالة، العقد الاجتماعي الذي يجمعنا في الكويت ونصوصه الدستورية التي هي أسمى القوانين والتي تعلوها جميعا، أم وزارة الداخلية التي يبدو أنها لم تقرأ هذا النص جيدا؟.
الشعب الكويتي بكل فئاته مدعو لهذا اليوم ليعبر عن رأيه المكفول دستوريا، ولا تلتفتوا إلى تحذيرات توجهها الداخلية المخالفة للدستور، والتذرع بقانون التجمعات الساقط دستوريا لا يعد مسوغا قانونيا لإرهاب الجماهير، فالشعب الكويتي اعتاد على الحرية ولن يمنعه شيء من الاستمرار بالتمتع بما يملكه من حقوق دستورية.
 8 مارس يوم جميل، فليستمتع به الكويتيون بالتعبير عن آرائهم بكل حرية، في حدود الالتزام بالطرق السلمية، ونرجو ألا تلجأ جهات مدسوسة باستعمال بلطجية من أنواع مقاربة لما استخدم في دول أخرى، فمن سوف يخرب هذا التجمع هو عدو الكويت الحقيقي الذي يسعى إلى وأد الديمقراطية وإرهاب الشعب.   
 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك