تحول الكويتيون الى جالية، ضائعة في طوشة الامم المتحدة بكل جنسياتها التي على ارضنا، يوسف الشهاب مستنكرا خلل التركيبة السكانية

زاوية الكتاب

كتب 460 مشاهدات 0


 

الجالية الكويتية ضاعت بالطوشة 

  بعد تحرير الكويت من جنود الاحتلال العراقي البغيض في - فبراير 1991م - كان المجتمع الكويتي اشبه بالمجتمع البكر في تركيبته السكانية، فقد خرجت آلاف من الوافدين خاصة من الجنسيات الآسيوية خلال شهور الاحتلال، الامر الذي انعكس على تركيبة المجتمع بعد التحرير كان فيها العنصر الكويتي، هو الاكثر بين الجاليات الاخرى عربية وآسيوية وافريقية وحتى اوروبية وهي التي رفضت مغادرة الكويت خلال الاحتلال واختارت الاقامة فيها رغم ما كانت تعانيه من مضايقة السيطرات العراقية وقلة توفر المواد الغذائية والمالية ايضا.
التركيبة السكانية تلك، كانت فرصة سانحة للحكومة في ذلك الوقت للحفاظ عليها من زيادة تؤدي الى ضياع هذه التركيبة والحفاظ على سيادة العنصر الكويتي على بقية الجنسيات، فقد كانت كل المفاتيح بيد الحكومة وكان عليها ان تضع من القرارات واللوائح ما يضمن لها استمرار تلك التركيبة وعدم ضياعها حتى لا يزيد الماء على الطحين، وتضيع بعدها هوية المجتمع الكويتي، كما كانت ضائعة قبل الغزو، كل الفرص التي كان من الممكن ان تستغلها الحكومة آنذاك لم تستفد منها فتركت كل ابواب النزوح الى الكويت مفتوحة على مصراعيها ليدخل منها كل الجنسيات بعضها جاء بالطرق الاعتيادية والشريفة وبعضها الآخر جاء بالرشوة او الاتجار بشهادات عدم الممانعة وتركت تلك الجموع صائعة بالشوارع، واستمر الحال كذلك الى يومنا دون ضوابط ودون التفات لما وصلنا اليه من خليط سكاني مخيف، دون ان نحرك ساكنا او نفكر حتى حقيقة مؤشر الكويتيين بين الجاليات الاخرى وكأن الامر لا يعنينا.
كان بإمكان الحكومات المتعاقبة ان تأخذ من تجربة الغزو درسا يدفعها الى ضبط مفاتيح الدخول الى الكويت الا ضمن الحدود التي تضمن الحفاظ على التركيبة الكويتية بالمجتمع، لكن هذه الحكومات لم تلتفت الى هذه الناحية وتركتها لواسطات بعض النواب بإدخال ما يريدون او لتجار الاقامات باستقدام ما يريدون وبطريقة غير اخلاقية ولا انسانية وربما ايضا بدوافع الحاجة الى العمالة وهي دوافع بعضها في مكانه وبعضها ادعاءات لا حقيقة لها. كل هذا الفلتان في مسألة الدخول الى الكويت ادخل مجتمعنا في مرحلة فقدان الهوية الكويتية، حتى صار الكويتيون جالية قليلة العدد مقارنة بالجاليات الاخرى التي جاءت دون وظائف ولا مؤهلات فصارت عالة وعبئا دون اي استفادة من وجودها، بل ان الكثير منها صار يشكل خطرا على المجتمع وحتى على الوضع الامني عندنا والسبب ان الجهات المسؤولة لم تقف لتتأمل حقيقة التركيبة السكانية التي وصلنا اليها.
ان ما يثير علامات الاستفهام في اذهاننا عدم الاهتمام الحكومي في قضية التركيبة السكانية ومن يرى الاعداد اليومية لشهادات عدم الممانعة يصاب بدوار الرأس ويضع يده على قلبه من نتائج اصدار هذه الفيز ولجنسيات قد لا تخطر على اي ذهن، المسؤولية مشتركة في معالجة هذه الظاهرة بين الحكومة والمجلس، اذ لا يعقل ترك فتح ابواب النزوح الى الكويت دون ضوابط وعلينا ان ننظر ونتأمل كل النتائج التي قد تأتي الينا بتداعيات تجعلنا نتأسى على زمن كان العلاج فيه متاحا وبين ايدينا للتركيبة السكانية، لكننا اغمضنا اعيننا حتى صار الامر وكأنه لا علاقة لنا به، حتى جاء الفأس على الرأس، وحينها نبحث عن مخرج للعلاج فلا نعثر عليه.
* * *
نغزة:
كان المؤشر الكويتي في التركيبة السكانية هو المسيطر والسائد على ما عداه من الجنسيات الاخرى وبعد فوضى الاقامات وتجارة الفيز، وبركات التجنيس صار هذا المؤشر الى الصفوف الخلفية في التركيبة الاجتماعية وتحول الكويتيون الى جالية، ضائعة في طوشة الامم المتحدة بكل جنسياتها التي على ارضنا، طال عمرك.
يوسف الشهاب
 

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك