مايحدث فى أزمة الوزيرة نورية هو أزمة دولة وإدارتها، حسن العيسى يوجه دعوة للتفرج على مسرحية التيه الكويتية
زاوية الكتابكتب ديسمبر 2, 2007, 8:12 ص 440 مشاهدات 0
التفرج على مسرحية التيه الكويتية
هي أزمة دولة وإدارة هذه الدولة، وليست أزمة وزيرة تربية أو أي وزير آخر لم تهضم جماعات نيابية إدارتها أو 'إدارته' للوزارة. هي أزمة نظام وتصفية حسابات بين أركان النظام عبر وكلاء الأمة، وهم قبل ذلك وكلاء مصالح خاصة قبل ان يكونوا نواب الأمة. وزيرة التربية، مارست حقها في إدارة وزارتها بإقالة وكيل الوزارة، أو غيره من وزارتها، وسواء مارست الوزيرة هذا الحق ام اساءت استعماله، فالمرجع في هذا هو حكم القانون والسلطة القضائية، كما صرح للصحافة بعقل حصيف السيد وكيل الوزارة المقال، وليس هذا من شأن النواب، ولا يدخل ضمن أعمال 'الرقابة' البرلمانية على اعمال السلطة التنفيذية، بل هو في خلاصة أمره عمل من اعمال 'الوصاية' على السلطة التنفيذية الغارقة في أزمات داخلية بين أجنحة نظام، وجد بعض افراده من نواب الأمة خير وسيلة للاستقواء على الحكومة و'فركشة' أي محاولة للاصلاح بفرض ان للحكومة رؤية ومنهجا لهذا الإصلاح ولا أتصور ذلك!!
في الوقت ذاته، وجدت الحكومة نفسها مجبرة على ان تشرب من الكأس ذاتها، فزادت ضعفا على ضعفها، وهرولت لاسترضاء من لا يستاهل رضاه، وانتهينا الى حالة الخبيصة في الدولة اليوم، نجد أتفه صورها حين تم تهويل و'كرثنة' (اشتقاق من مصدر كارثة) عبر بعض الصحف وعبر تهديدات عدد من نواب الهوامش موضوع كتب 'الثقافة الجنسية' المتسربة الى هيئة التطبيقي وكان يفترض ان تعمل الوزيرة بوابا او حارسا تقف عند بوابات ادارات وزارتها، بينما يغرد مترنما النائب فيصل المسلم عن حماس الوزيرة لاعمال قانون منع الاختلاط في الجامعات الخاصة وفرض الأمر ذاته حتى في المدارس الخاصة!! وبهذا حقق المنتصرون سدنة الأخلاق والفضيلة والعادات والتقاليد غايتهم في لي ذراع 'المرأة الحديدية' المركبة في جسد وزاري مكون من عجين طري يسهل تشكيله حسب الأهواء السياسية والمصالح الذاتية.
كل هذا الضياع يحدث اليوم يصاحبه غياب الامل والرجاء في الغد، بينما وقف البعض متفرجين وكأن الأمر لا يعنيهم.. ماذا ينتظر أهل السلطان أكثر من ذلك؟!
حسن العيسى
تعليقات