قناة الجزيرة برأيه سلاح الشعوب العربية، إلا أنه- مبارك الذروة- يسأل غيابها عن أحداث 'الشعب الإيراني' ؟!
زاوية الكتابكتب فبراير 26, 2011, 12:55 ص 1199 مشاهدات 0
د. مبارك الذروة / قناة «الجزيرة»... سلاح الشعوب العربية
لا يمكن لأي مثقف عربي منصف يتابع قناة «الجزيرة» المسلحة! أن يتجاوز الدور الإعلامي العلمي الكبيرالذي تقوم به هذه الجامعة الإعلامية عالية المهنية، ذات الكوادر المتخصصة، والتي قامت بمحاولات جادة لتطهير العقل العربي من أدواء الجهل وأمية الثقافة والفكر.
«الجزيرة» أدركت من وقت مبكر أن الحرب الكونية تقوم على أساس الكلمة والخبر الرقمي المتحرك والمباغت، والنقل الحي للحدث من خلال طابور هائل من المراسلين والمحررين، والتجاوب الحار مع المشاهد أينما كان، ونقل الصورة الحية المتحركة من مواقع مختلفة، ولربما اخرجت كاميرات «الجزيرة» المترددين المحيطين من بيوتهم إلى ميدان التحرير، وشوارع بني غازي، وقسرين تونس، وغيرها!
لقد تمكنت «الجزيرة» من رفع سقف الحوار في الفضائيات العربية كافة، وأعطت دروساً فنية للإعلام الحر الموثق والغارق في تفاصيل الحدث بالصوت والصورة، وكأنها تنسج روايات نجيب محفوظ في زقايق ودهاليز المحروسة، وقليلاً ما نسمع كلمة ( نقلاً عن) في برامجها المتنوعة.
لقد فتحت «الجزيرة» حوارات الداخل والخارج فتشاهد مداخلات برلين وروما وباريس ولندن والرياض وبغداد ودبي، والإحاطة بالموضوع محل البحث من جوانبه كافة، حتى يخيل إليك أن اطروحات الجزيرة تخدم عشرات الأجندات وفقاً لنظرية المؤامرة البائسة. بل فتحت مساحات مسكوت عنها بالأمس للأطياف السياسية والدينية والثقافية في المنطقة كافة.
اليوم نجد تجارب هائلة في القنوات الحوارية تسير خلف خطا قناة «الجزيرة»، وهو أمر محمود أن نقلد الناجحين بدلاً من شتمهم، أو ممارسة حجب الشمس بالمنخل.
من منا لا يتابع برامج «الاتجاه المعاكس» مثلاً، أو «الرأي الآخر». لقد نقلت لنا «الجزيرة» ثورة التحرير العربي الشعبية من السماء والفضاء العالي، وخرجت أسفل المتظاهرين لتنقل إلى ساحات العالم الفسيح، ولولا «الجزيرة» لما نطق العالم المتقدم والأمم المتحدة بالحق مع المصريين، والتونسيين، والليبين!
إن البطل الحقيقي لمعارك التحرير العربي الأخيرة هي كاميرا «الجزيرة». نعم تضررت أنظمة من جرأة «الجزيرة» ولكن السؤال الأهم هو: ما المنافع التي قدمتها «الجزيرة» للوطن العربي وشعوبه المظلومة؟
واليوم لم يتبق لنا سوى أن نطالب بإعادة فتح مكتب «الجزيرة» في الكويت كجزء من الممارسات الإصلاحية الأخيرة.
إن «الجزيرة» فخر لكل القطريين، كما أن قطر فخر لكل العرب. لا يعنيني كثيراً من هي «الجزيرة» ولمن تتبع؟ اكثر ما يهمني ما تقدمه من مضمون إعلامي.
قد يستثمر منافسك، أو خصمك تلك المعلومات، أو الأخبار لضرب وحدتنا العربية ومصالحنا التنموية، لكن في إمكانك أيضاً أن تفكر بالطريقة ذاتها فنستفيد من إمكانيات «الجزيرة» لمصالحنا وأهدافنا!
نعم غابت «الجزيرة» عن أحداث الشعب الإيراني، ونالها من الاتهامات الشيء الكثير... ولكن على إدارة «الجزيرة» أن تجيب عن تلك التساؤلات حتى لا تفقد مصداقيتها امام المشاهد العربي في مرحلة مهمة من تاريخ امتنا لربما كانت مرحلة لها ما بعدها!
مهما كانت الظروف والملابسات فإن قناة «الجزيرة» تعد اليوم أحد أهم شاشات الفكر السياسي والاجتماعي في العالم والسلام.
د. مبارك الذروة
كاتب وأكاديمي كويتي
تعليقات