عقول 'الحكم' غير قادرة على استيعاب قوة التغير برأي علي الطراح

زاوية الكتاب

كتب 1249 مشاهدات 0


 

سيكولوجية حركة التغير

 
كتب , د.علي أحمد الطراح
 
  
  
كنا نرى شبابا يافعا ينظم للحركات الدينية العنيفة التي زهقت من الحياة وتساوى عندها الموت مع الحياة بل تحولت الحياة الى حياة الموت، ففي الموت النجاة من الاختناق الذي حاصرهم. فوجدت الحركات الراديكالية الدينية فرصتها في حشد همم الشباب الضائع الباحث عن وجوده.واليوم يقود الشباب التغير وكسر حاجز الخوف فماذا حدث وكيف نفهم التغير في بعده النفسي؟ البعض يرى بأن الفقر والبطالة محركان للشباب وقد يكون في ذلك جزء من التفسير لما يحدث ولكن الشواهد أثبتت لنا بان الفقر والبطالة ليسا هما فقط المحرك بقدر ما هناك شواهد تؤكد بان توفر المال لا يمنع من تحريك عواطف الشباب حيث دول النفط أصبحت معنية بالارهاب مما يؤكد ان ظاهرة الشباب تستحق الدراسة في تفسيرنا للحدث العربي.في مصر وتونس والبحرين كل منها يختلف ويشترك بمتغيرات، ففي مصر وتونس الفقر والبطالة وسحق الطبقة الوسطى عوامل محبطة للشباب وبالبحرين التمييز عامل يجب ألا يغفل وفي كل الاحوال تشترك المشاهد في تراكم الاحباط حيث الأفعال لا تثمر ومن ثم المحصلة الشعور باليأس ونمو طاقة سلبية مدمرة للنفس والمجتمع.ينمو شعور بالنقص وتهيمن الدونية ويشعر الفرد بالضياع وبفقدان الامل ومن ثم يدخل الصراع كعامل في تحديد المسار، فهو صراع مدمر ينخر الداخل ويتجسد بين الشعور التواق للحرية والكرامة والنخر الداخلي الذي يسيطر ويهيمن على العقل بمشاعر الدونية الاجتماعية ويتحول الفرد الى جسد دون روح ويصبح في حالة استعداد للبحث عن مخرج، وقد يكون الانتقام بالانضمام الى حركات ارهابية او بسلوك عدواني ضد النفس والمجتمع.
اليوم نعيش عصر التفجر المعرفي والتقني الذي فتح نوافذ أمل جديدة يتعلق فيها الشاب وهو ما نسميه العالم الافتراضي، يجد فيه نفسه التائهة حيث يكون العلاقات الاجتماعية وحوارات تجلب له الأفكار والادوات للتغلب على محيطه الاجتماعي.في الحالة التونسية كانت الشرارة التي بعثت بالامل وحركت وحشدت النفوس للدفع نحو التغير فتحولت الطاقة السلبية الى ايجابية وانحل الصراع الخارجي بالتلاحم كقوة اجتماعية ناهضة تفرض نفسها على المجتمع.هذه التغيرات خلقت لنا ميكانزمات محركة للتغير ووحدت الشباب نحو الهدف وحتى دون التوحد حوله، فالتغير هو المطلب حيث فيه الحياة.في الحالة الراديكالية الدينية يجد الشاب في الموت الحياة ومن يفجر نفسه يشعر بالسعادة حيث يستعيد كرامته ويجد نفسه الضائعة.
الخطورة في المشهد العربي بأن عقول الحكم غير قادرة على استيعاب قوة التغير حيث هي تعتمد على القوة في صده وتعتقد بانها تملك كل الوسائل لسحق قوة التغير غير عابئة بضرورته لامتصاص رغبة التغير الشبابية.

٭٭٭
ألا تشعرون بالاستغراب لكون الحركة الاحتجاجية في إيران لا تغطى اعلاميا بينما البطش والمواجهة والسحق لمن يعارض ولا مكانة له حيث انه بكل بساطة يعارض المقدس الذي تملكه النخبة الحاكمة فهذا هو مثال الدولة الدينية.

< أشقاءنا في البحرين نحن معكم ولكن عليكم ان تعيدوا التوازن الاجتماعي وتحقيق العدالة والابتعاد عن التهميش لفئة الشيعة فهم مواطنون لهم مثل ما عليهم من حقوق وواجبات، كما ننبه إخواننا الشيعة بان لا ينزلقوا نحو الهدف غير المعلن لكي يتحقق الاصلاح المنشود.
وعلى المحبة نلتقي،،،


د.علي أحمد الطراح 
 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك