كم طفل لا يدرك عواقب ما يفعله، ويقول ما لا يفقه؟ سؤال يطرحه عمر الطبطبائي

زاوية الكتاب

كتب 1255 مشاهدات 0



إنهم أطفال... احذروهم!

«كَعُصفورَةٍ في كَفِّ طِفلٍ يَزُمُّها تَذوقُ حِياضَ المَوتِ وَالطِفلُ يَلعَبُ». مجنون ليلى.


أطلق مخيلتك لتحلق في سماء الخيال دون أي حدود، وحلق بين جمال معاني هذا البيت، وتخيل تلك العصفورة الرشيقة الجميلة وهي في قبضة ذلك المخلوق المدعو «إنسان»، لا تستطيع التحليق ولا تستطيع الذهاب إلى عشها، تقاوم جاهدة إلى أن تفقد معظم ريشها محاولة الهرب من يد «إنسان»، اقرأ البيت مرة أخرى وستجد وصف صاحب الكف وهو الطفل الذي لم يدرك في عمره الصواب من الخطأ، والذي في قمة لحظات سعادته موت لكائن حي جميل دون أي سبب سوى اللعب!
انس عالم الخيال الآن ودعونا نحلق في سماء الواقع وحاول أن تسأل نفسك، كم طفلا تعرف في مجتمعنا مشابها لطفلنا السابق لا يدرك عواقب ما يفعله، ويقول ما لا يفقه؟
في واقعنا الأمثلة كثيرة ومنهم «أطفال الإعلام» وهم من يستخدمون وسائلهم الإعلامية كالقنوات الفضائية لبث مفاهيم سرطانية لا يدركون عواقبها المستقبلية ومدى ضررها على مجتمعنا، كخلط مفهوم الحكومة بالأسرة الحاكمة، بالضبط كالأطفال الذين لا يحسنون استخدام أدواتهم الترفيهية!
إن من أهداف التلاعب في هذا المفهوم تحديداً ومحاولاتهم البائسة في تشويش الشعب هو شنق الوطن بأحبال الخوف وعدم محاسبة أو مساءلة كل من تعدى على الدستور أو تجاوزه من أبناء الأسرة في الحكومة، أو لخلق صورة مشوهة غير حقيقية لأبناء الأسرة علماً بأنهم أسمى من ذلك بتواضع غالبيتهم، بالإضافة إلى أننا كغالبية الكويتيين نؤمن بدستور الدولة الذي أرغمنا على محاسبة ومساءلة كائن من كان دفاعاً عن مكتسباتنا الدستورية الوطنية.
دعونا نفكر بطريقة أخرى، لماذا لا يكون أصحاب هذه القنوات من أطفال الإعلام هم من يريدون ضرب الوطن والشعب بالأسرة بنشر المفهوم السابق، خصوصا وأن معظم هذه الوسائل الإعلامية تعمل لتحقيق أجندات من يدعمها مالياً، فمن المنطق أن تكون هذه القنوات هي التي تمثل أجندات خارجية وليس كما تتهم الأشراف فالمثل يقول «كل يرى الناس بعين طبعه»!
أطفال الإعلام لن يكون لهم وجود اذا لم ينشروا هذه المفاهيم الخاطئة في المجتمع لأنهم كأحد أنواع الجراثيم التي لا تعيش إلا في جو من العفن، لذلك نراهم دائماً يخلقون هذه الأجواء لأن من دونها سوف يعودون إلى «الطق والردح» من خلال مسلسلات مريضة تنشر سموما عفنة في المجتمع... يا ربااااه حتى في مسلسلاتهم تأجيج وخلط مفاهيم!
إن مصيبة المصائب اذا كان هناك من يعتقد بأن السب والشتم والافتراء ومزج مفهوم الحكومة بالأسرة الحاكمة، رأي أو من ضمن إطار الحرية، فإن هذه الأساليب أبعد ما تكون عن مفهوم الحرية بكثير، لذلك نحمل كل المسؤولية لوزارة الإعلام ووزيرها للوقوف ضد من يحاول إثارة الفتن من خلال تطبيق القوانين على أصحاب هذه الوسائل الإعلامية التي تلوث عقل المجتمع باستخدام أسلحتها، والتي تعتبر أخطر من أي سلاح نووي فهذه القنوات لم تقدم من يوم تأسيسها سوى الخبث والعفن، وسكوتكم دعم لما يقومون به من جرائم بحق الوطن.
بالله عليكم، هل أدرك من استخدم هذه الأساليب الصواب من الخطأ؟ ما الفرق بينهم وبين الأطفال سوى انهم أطفال تبدأ أعمارهم من 30 عاما وما فوق!
لا نريد أن تكون بلادنا ضحية أمراضهم النفسية، أو أجندات خارجية يرعونها أطفال الإعلام، إنهم يتمنون أن تكون الكويت كالعصفورة التي احتضرت بيد الطفل... فانتبهوا!
دائرة مربعة:
من المتفق عليه أن لكل اسم معنى، ولكن هل بالضرورة أن يكون معنى الاسم متطابقا مع صاحبه؟ بمعنى آخر قد يكون اسم الشخص بدر: لكنه ليس بجمال اكتمال القمر. سعيد: لكنه حزين لسبب ما. ريم: لكن ليس من الضروري أن تكون رشيقا. فجر: لكنها قد تكون مظلمة أو معتمة.

عمر الطبطبائي

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك