السبب الرئيسي لمظاهرات 'البدون' برأي فيصل الزامل هو الطلب الكويتي الموجه للسلطات العراقية بالكشف عن جنسياتهم ؟!
زاوية الكتابكتب فبراير 20, 2011, 11:29 م 3432 مشاهدات 0
المندسون شوهوا القضية.. وطلب المعلومات أغضب البعض
الاثنين 21 فبراير 2011 - الأنباء
تستقبل سورية حوالي مليوني عراقي، والأردن أكثر من مليون، والكويت كذلك، إلا أننا في الكويت فشلنا في فرز هذه الفئة عن الجزء الذي نسميه «البدون»، فاختلط الحابل بالنابل حتى دخل في هذه الفئة كل من أغرته «سهولة» تغيير مستنداته ليظهر بشخصية غير التي دخل بها الى البلاد. وقد سمعت من شخص تحدث في الـ «بي.بي.سي» قبل سنة، ونشرت قوله «أقمت في الكويت خمسة وثلاثين سنة، لم أتمكن خلالها من الحصول على الجنسية، فرجعت الى الأردن، وفي الكويت أنجبت أبنائي، ودرسوا فيها، اثنين مهندسين والثالث طبيب ولا أقول إلا جزاهم الله خيرا»، فلما سأله المذيع عن سبب تلك المحاولة قال «قلت لكي أحصل على الجنسية»، فشكرته في المقال على تقديره لما حصل عليه في الكويت، ومثل ذلك يقوله العربي المقيم في بريطانيا، حيث يحصل منها على الخدمات وأوراق ثبوتية كلاجئ سياسي، ولا يشتم بريطانيا على هذه الرعاية. لماذا تحصل الكويت من المندسين في صفوف فئة محدودة على الشتيمة؟
هذا السؤال موجه الى الإخوة المحررين وبقية الإعلاميين، نقل الشتيمة هو شتيمة بحد ذاته، فالكويت عندما أسست الصندوق الكويتي للتنمية قبل نصف قرن انطلقت من نظرة تضامنية مع شعوب المنطقة على أساس أن تنمية بلادهم تحقق الأمن للجميع، إلا أن حجم الاضطراب الذي تعيشه دول كثيرة في المنطقة فاق جهود صناديق التنمية، فحصلت هذه الهجرات القسرية من مواطنين عرب يجدون أنه أيا كان الوضع في البلد الذي ينتقلون إليه فهو أفضل من بلدهم الذي استخدم أطفالهم وقودا لحروب عبثية حتى توقف أكثرهم عن الإنجاب.
يجب تسمية الأمور باسمها الحقيقي، وإذا تجاوبت السلطات العراقية مع الطلب الكويتي بتزويدهم بالمعلومات اللازمة عن عشرات الألوف ممن أدرجوا أنفسهم في كشوف البدون فستتضح الحقيقة وننتقل من «يا ظالمين» الى «توفير سبل العيش الكريم لفئة من إخواننا في الدين والعروبة يحق لهم العيش بكرامة» سيتغير مسار هذه القضية. يا سادة يا كرام، لا يجوز أن تعامل سورية والأردن بالاحترام والتقدير للاستضافة، وللكويت الامتهان والتشهير، هذا هو الظلم بعينه.
نعم، السبب الرئيسي لمظاهرات الجمعة الماضي هو الطلب الكويتي الموجه للسلطات العراقية، وهو دليل دامغ على خشية المزدوجين المندسين وقلقهم من إثبات الحقيقة التي زوروها، لهذا كان تركيزهم على أسماء أشخاص أفاضل، يتقدمهم صالح الفضالة، يعملون على معالجة هذه القضية بشكل عادل ومنظم، أسوة بالدول الأخرى التي نظمت مثل هذه الأمور، وهذه هي المرة الأولى التي تحدث فيها معالجة مؤسسية شاملة. شكرا للأخ صالح الفضالة، وللجهاز العامل معه، والمستفيد هم الأطفال الذين يتاجر البعض بمعاناتهم سواء المعيشية أو النفسية.
وفقكم الله وسدد خطاكم.
كلمة أخيرة: قال لي مواطن بحريني في اتصال هاتفي «نتابع القنوات الفضائية الكويتية، إحداها بثت جانبا من الأحداث وتجاهلت الجانب الآخر، يكفينا تحيز «الجزيرة» ـ العربية والإنجليزية، وأما الكويت فنحن وإياكم في قارب واحد في كل محنة تمرون بها أو نمر بها، وآخر بلد يمكن أن تنحاز ضدنا فيه أي جهة هو الكويت، سامحها الله».
فيصل الزامل
تعليقات