لا يمكن معالجة أوضاع فئة البدون ...بدون حكمة .هكذا رأي داهم القحطاني

زاوية الكتاب

كتب 1463 مشاهدات 0


 


من يعتقد أن الكويت تعيش في جزيرة معزولة عن العالم العربي فما عليه سوى أن يتصفح الموقع http://www.alzebda.com/ والذي يقدم الصفحات الأولى لعشرات الصحف العربية بصيغة البي دي اف كي يدرك أن الثورات والقلاقل إن لم تعالج بحكمة فأن الوضع سيكون مقلقا فلا تونس وهي أكثر الأنظمة بوليسية ولا مصر وهي اكثر الأنظمة العربية عسكرية إستطاعا الحد من قدرة المواطنين العزل على تغيير قواعد اللعبة السياسية .

ولهذا علينا جميعا التعامل مع ملف تظاهرات فئة البدون بصورة جدية فلا إفراط في حقوق الدولة ولا تفريط في التعامل الإنساني مع هذه القضية المعقدة جدا .

القضية ليست مجرد تجمعات ستنتهي خلال أيام فالمسألة أعمق من ذلك بكثير وتتطلب معالجة جذرية من أهمها إعادة تشكيل اللجنة المسؤولة عن هذه القضية لتتكون من شخصيات معتدلة ليست لها مواقف متطرفه في هذا الشأن فالرسالة التي وصلت لمن يبحث عن حلول هادئة ومقنعه من تعيين الأستاذ صالح الفضالة رئيسا للجهاز المركزي لمعالجة اوضاع المقيمين بصورة غير قانونية كانت سلبية جدا ولهذا توقع كثيرون مثل هذه الإحتقانات مسبقا .

قبل كل شيء يجب الفصل تماما بين قضيتي تحديد مدى إستحقاق فئة البدون للجنسية الكويتية , وقضية وجود حد أدنى من الوضع القانوني الذي يتيح لهم العمل الكريم ويتيح لهم ممارسة حقوق إنسانية أساسية كالزواج من دون إشتراطات تجعل من كل ذلك بحكم المستحيل .

هذا الكلام ليس بجديد ومع ذلك لا يجد صدى لدى أصحاب القرار ولهذا تزيد مخاطر تحول هذه القضية إلى وضع كارثي يكلف الكويت إستقرار أمنها الإجتماعي .

ليس كل فئة البدون يستحقون الجنسية ولهذا يجب على الحكومة أن تحسم الطلبات التي تقدموا بها وكان آخرها طلبات الحصول على الجنسية الكويتية التي قدمت العام 1980 فليس بالتضييق وحده يكشف بعض أفراد هذه الفئة عن وجود ثبوتيات تفيد بأنه ينتمي لجنسية بلد آخر فمن الممكن عبر إعطاء إقامة لمدة عشر سنوات تتيح لهم العمل الكريم في الكويت أن يتخلى البعض عن مطالبته بالجنسية الكويتية وهكذا يقل العدد .

ولكن وبالأهمية نفسها يجب وضع آلية واضحة تعتمد تاريخا معينا يتم الإستناد له لتجنيس عدد من هذه الفئة من دون ترك هذه القضية تتضخم وتكون شوكة في خاصرة الكويت .

أتوقع قيام الحكومة الكويتية هذا الأسبوع بإتخاذ إجراءات سريعة لتخفيف الإحتقان في هذا الملف وهي إجراءات لو أتخذت في وقت مبكر لربما أدت إلى نتيجة وإلى إرتياح عام وهو ما نأمل أن يتم كي يمكن معالجة هذا الملف المتفجر الذي اشبه ما يكون بحقل ألغام قابل للإنفجار في أي لحظة .

أما تحويل المتظاهرين من فئة البدون تظاهراتهم من سلمية إلى عنيفة فهو أمر يفارق الحكمة ويعطي للطرف الآخر ذريعة كي يصف هذه الفئة كلها بالمخربين .

نحتاج إلى سماع صوت العقل فالعواطف لا تبني الدول ولا تحمي الشعوب.

مدونة داهم القحطاني

تعليقات

اكتب تعليقك