هل سيرحل؟

زاوية الكتاب

كتب 2778 مشاهدات 0


جلست مع الأصدقاء في تاريخ 28 يناير نتابع أحداث القاهرة في قهوتي العزيزة، واتفق الأصدقاء على رحيل الرئيس (السابق) مبارك، واختلفت معهم بالرأي، و راهنتهم أن الريس باقي، وفي الجمعة القادمة سنكون في القاهرة نشرب الشيشة على النيل، وكان الرهان كباب.!
ورحل محمد حسني مبارك، وطالب الأصدقاء بالرهن، وحق على الكباب (للربع)، وكلي أمل في المنحة الأميرية حتى أستطيع سد أفواه الشباب.!
نعم عاصفة التغيير والترحيل قد ثارت بدءا بتونس، مرورا بالقاهرة، ايطاليا، اليمن، الجزائر، سوريا و  البحرين، ولا نستطيع التكهن بأي بقعة ستنتهي، ولكن حتما في أرض عربية.!
أناقش في مقالي هذا، هل رياح التغيير ستطرأ على كرسي سمو رئيس مجلس الوزراء في الكويت؟!
هل سنشهد في شهر مارس سمو رئيس مجلس وزراء آخر غير الشيخ ناصر المحمد؟
حقيقة ما دفعني لهذا المقال بعض الشواهد في المشهد السياسي المحلي و الحالي السريعة نوعا ما، والتي تحمل في طياتها الكثير من المعاني التي  تدعم خيار التغيير علي مستوى رئاسة الوزراء، وكذلك تحمل سياسة التهيؤ النفسي لهذا التغيير.!
سيما قد يكون التغيير ليس على مستوى شخص الرئيس فقط، بل يمكن أن يمتد إلى تغيير في إجراءات وطرق الحكومة في التعامل مع الشارع ومسائله الاجتماعية في عمومها، وتحول الحكومة من حكومة رد أفعال، إلى حكومة أفعال، و انتقال الحكومة من خانة المحاصصة إلى خانة التكنوقراط المطلوبة، وتصبح حكومة نوعا ما ديناميكية، وتتخلى عن استكتها المعتادة.!
فتغيير وزير الداخلية شبه المفاجئ، واختيار شخص تتفق عليه جميع أطياف الشعب كالشيخ أحمد الحمود، والاستعانة بما أحب أن اسميهم الحرس القديم، إشارة أولى لاحتمالية تغيير سمو الشيخ ناصر المحمد، وجميعنا يعلم أن صمام أمان الشيخ ناصر المحمد كان الشيخ جابر الخالد الصباح، فكثيرا ما جذب بو نواف الصدمات التي قد يتعرض لها الرئيس عنه، وبرحيل الشيخ جابر الخالد فراغ أمني للشيخ ناصر المحمد.!
أما الشاهد المباشر الثاني هو في سقوط القضايا عن المحامي محمد عبد القادر الجاسم بالتحديد، فالحرب الضروس بين الشيخ وبوعمر لم يتوقع أحد ان تنتهي هكذا، وهذا سببا يستحق الوقوف عليه وتحليله، لنستنتج بعده في المستقبل.!
أما الشاهد الثالث -والثالثة ثابتة- وهو غير مباشر، أعني التغير والتحول السريع في تعامل الحكومة مع الرأي الآخر في الفترة الأخيرة، فأصبحت الحكومة أقرب للشارع من نواب المعارضة، واستبدلت وظيفة هراواتها من (علي) ظهور الناس، إلى (ل)حماية الناس، وشهدنا ذلك من حديث الشيخ أحمد الحمود والنائب الوعلان في ندوته، وإغلاق باب الملاحقات البوليسية والقضائية بإسقاط القضايا من الخصوم (في السياسة)، كل ذلك قد يكون تمهيدا لتغير رئيس مجل الوزراء الشيخ ناصر المحمد.!
عزى البعض أسباب النقاط الثلاث لأحداث تونس والقاهرة، وأنا لا أرى ذلك إطلاقا، لأنني أعزو السبب في آلية التأهيل المرحلي للتغيير الذي سنشهده في البلاد.
يبقى الرأي الذي أعتقد، حتما سيرحل سمو الشيخ ناصر المحمد، ولكن لا أستطيع التكهن بالخليفة القادم، ولست مهتما بالأسماء بقدر اهتمامي بالتطوير الفعلي الذي سيأتي فيه الخلف الصالح بأذن الله.
سيدي صاحب السمو أميري المفدى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، شكرا من القلب لكل ما بذلتموه لنا وسدد الله خطاك وأبقاك بموفور الصحة والعافية.
أتقدم بأحر التعازي القلبية وعظيم المواساة لسعادة الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح لوفاة المغفور له خاله وأسأل الله العظيم أن يتغمده بفسيح جناته.

غازي العنزي

كتب غازي العنزي

تعليقات

اكتب تعليقك