وجود صالح الفضالة برأي زايد الزيد سيسهم بتعقيد مشكلة 'البدون'، والدليل استعانته بمعظم من ساهموا بالإساءة للقضية ولسمعة الكويت داخليا وخارجيا ؟!

زاوية الكتاب

كتب 5171 مشاهدات 0


البدون ' !

زايد الزيد
 

برأيي أن أكبر قضية وقع فيها مظالم كبيرة في البلد ، هي قضية ' البدون ' ، وهذه المظالم مر عليها عقود من الزمان ، ولاتزال ..
 
قلت في مقالات سابقة أن من مصلحة الكويت : الدولة والمجتمع ، أن تبادر سريعا في حل المشكلة ، حلا عادلا ، تراعى فيه الجوانب القانونية و الانسانية ، فترك المشكة بلا حلول كما هو الحال الآن ، يفاقمها ويفاقم تباعتها الأمنية كذلك ..

ماحدث يوم أمس الأول في الجهراء والصليبية أمر مؤسف ، فمن حق كل مجموعة أو فئة أن تعبر عن رأيها بكل الطرق السلمية ، لكن أيضا من غير المقبول أن يقوم أي تجمع بأعمال شغب ، ولايمكن لأحد أن يبرر هذه الأفعال ، بل أن أعمال الشغب من مثل رمي الحجارة على قوات الأمن أو تكسير السيارات ، تفقد أي تجمع التعاطف مع مطالبه حتى ولو كانت عادلة ومستحقة ..

لقد استجبنا لدعوات تفريقنا ، في التجمع الجماهيري الشهير ، في العقيلة في ديوان النائب خالد الطاحوس ، بل حتى أعمال العنف التي ارتكبتها القوات الخاصة بكل وحشية في ديوان النائب الحربش لم نقابلها بعنف مضاد ..

لذا أقول للأخوة البدون ، أن أكثر مايضر قضيتكم هو أن تحيدوا عن سلمية التظاهر ، ان الثورة المصرية العظيمة كانت قوتها في سلميتها ، لقد أسقطوا فرعون مصر ونظامه في تظاهرات سلمية ، وانتم لاتهدفون إلى اسقاط النظام ولا ترمون حتى لاسقاط الحكومة ، لذا فمن المهم أن تعطوا الانطباع الحضاري والسلمي عن تجمعاتكم ومطالباتكم ..

بقيت كلمة أظن أنه من المهم أن تصل لأصحاب القرار : لقد شكلتم اللجنة الآخيرة لمعالجة قضايا ' البدون ' ، ووضعتم عليها النائب السابق الأستاذ صالح الفضالة ، وهو رجل فاضل ، وتجربته الطويلة في مجلس الأمة تشهد على نظافة يده ، فلم يقترن اسمه يوما في شبهة فساد ، وله من المواقف الوطنية الصلبة والناصعة في الدفاع عن الدستور الكثير ، ويكفيه فخرا وجوده مع مجموعة النواب فيما عرف ب ' الحركة الدستورية ' المطالبة بعودة العمل بالدستور في العام 1989 ..
 
لكن في تقديري أن الرجل لايصلح للتصدي لمثل هذه المهمة تحديدا ، والسبب في ذلك يعود لكونه يحمل رأيا سلبيا مسبقا تجاه فئة ' البدون ' ،  وهذا لايعيبه في شيء ، فهذا رأيه ، بل أنني أعتبره أشجع من غيره ممن يحملون الرأي ذاته ولكنهم يخفونه ، وقضية ' البدون ' شائكة وممتدة ، تحوي أكثر من مشرب ، ويتفرع منها أكثر من مسار ، لذا فإن الاتيان برجل كصالح الفضالة لادارة هذا الملف لن يوصلنا إلى حله ، بل إنني أزعم بأنه سيسهم في تعقيده ، وليس أدل على ذلك سوى استعانته بمعظم القيادات الأمنية التي كانت مسؤولة عن ملف ' البدون ' قبل تشكيل لجنته ، وهؤلاء أساؤوا للقضية وللبدون ولسمعة الكويت في الداخل والخارج .. 

إن ملف كهذا يحتاج إلى شخصية تلم بكل جوانبه القانونية والانسانية ، ومعرفة دقيقة بموقع هذا الملف في المجتمع الدولي ، كالعلاقة بالاتفاقيات الدولية ذات الصلة ، والعلاقة أيضا والأهم مع المنظمات الحقوقية الدولية ، كما أن المعرفة السياسية بخطورة أبعاد هذا الملف على الأمن السياسي والاجتماعي للبلد ، تعتبر عناصر أساسية في تكوين الشخصية التي يفترض في توليها لهذا الملف الشائك ، وأظن أن شخصية كالدكتور غانم النجار تجمع كل ماذكرناه وأكثر ، لذا فهو خير من يصلح لمثل هذه المهمة الشائكة ..

ليس في المسألة إساءة لشخص ، ولا مدح لآخر ، لكن قضية ' البدون ' قضية مصيرية لنا ، قبل أن تكون مصيرية لأهلها ، فلنعتبر مما جرى ويجري من حولنا في المنطقة ، ويجب أن نعطي الناس حقوقها بإرادتنا قبل أن نجبر عليها ، وفي الحالتين فرق كبييير ..

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك