لكل معني بالإشارة الحمراء في الكويت يكتب لكم نواف الفزيع: اصبروا شاهدوا وتعلموا!
زاوية الكتابكتب فبراير 19, 2011, 11:43 م 2319 مشاهدات 0
مداولة
الإشارة حمراء
كتب , المحامي نواف سليمان الفزيع
ما حدث في تونس كما ما حدث في مصر وكما يحدث في ليبيا واليمن حتى في إيران له قصة مشتركة حذار من تضييع قراءتها.
فساد الأنظمة هناك أدى لهذا الغليان المتنقل من مغرب عربي حتى أرض فارس.
في تونس هناك زوجة الرئيس وعائلتها وفي مصر زوجة الرئيس وأبناؤه وفي ليبيا صراع الأبناء على الحكم والميليشيات الشعبية وتفاني الأطراف في فساد محض جعل دولة نفطية غنية كليبيا عاصمتها لا تقل رداءة عن أفقر عاصمة افريقية حتى نصل باليمن وابن حاكم اليمن، تساؤلات عن نفط اليمن وموقعه الاستراتيجي ونعم أخرى كانت تقول باليمن إنه اليمن السعيد الى يمن حزين بل هو غزو الداخل كما وصف بذلك متنبي عصره الشاعر اليمني الراحل عبدالله البردوني.
أما في إيران فالقصص لا تخلو من فساد أيضاً ولو كحلوه بسيارة الرئيس المتواضعة فلن تغطى محتكري تجارة الفستق من ملالي الحكم ومصدرين الثورة بفلوس نفط إيران الذي أممه مصدق في نهاية الخمسينات ليوزعه الملالي على حروب الوكالات من ضاحية بيروت الشرقية حتى قات وسلاح حوثيين اليمن الى سراب المعارضة المزعومة في البحرين.
كل هذا والإيرانيون في بطالة مرتفعة وحد أعلى للفقر فيا محامي أمة فارس الأعظم «مصدق» لو علمت كيف باعوا ثورتك وثروة الإيرانيين لأحلام الحكم والسيطرة لملالي الولاية.
أما رسالتنا للباقين فنقول الإشارة حمراء لا تعبروها كما هم عبروا، تسلط الفساد في الدول مصير نهاية.
هذا الفساد أدواته منظمة ومختلفة، في مصر كان هناك مجلس منتخب وصحافة وقضاء وفي مصر النظام اخترق السلطات كلها ليسهل على رموز الحكم والنظام هذا الفساد، فالديموقراطية لا تعني أن الفساد غير موجود بل إنه لولا فساد في الديموقراطية والصحافة لما تسهلت الأمور بهذا الشكل.
في موقفنا كنا واضحين من البداية هناك تواطؤ كبير على الفساد في البلد تقوده مجموعات اخترقت كل الجهات.
هناك من يتزعم قضايا المال العام في المجلس وقد سكت عن لب قضايا رئيسية نعلم أسباب ذلك فهو بالبداية يفاوض على ثمن سكوته، فإن قبض الثمن يشغل الناس بقضايا صغيرة للمال العام لا تمس الأصل العام والأكبر للفساد لتورطه في سكوته هذا.
لولا الشرفاء في هذا البلد هل كان المجلس سيتحرك على المصفاة الرابعة؟ أو على صفقة «الداو» المشبوهة؟ أو على مصنع «المكلسن»؟ أو على «مولدات 2007»؟ بل هل كان على علم بها أو أنه قد تجاهل لثمن ولما تزايد الضغط الشعبي عليه قفز على الساحة؟
والآن كأكبر دليل على نفاق البعض وعلى التواطؤ مع مشاريع فاسدة أين هم من تشكيل لجنة جديدة للمكلسن وقد انتهى المجلس الى رفض تقرير اللجنة السابقة؟ لماذا هم ساكتون عن تشكيل لجنة تتبنى تقريراً يتم التصويت عليه؟
أين هم من محطة الصبية والمخالفات في تكاليف إنشاء المحطة والمواعيد المزعومة لتسليمها؟ لماذا سكتوا بعد أن تكلموا برهة؟
أين هم الآن من تزوير رأي المستشار الفني لوزارة الأشغال بخصوص استبعاد أقل العطاءات على جسر جابر؟
الوزير يقول في كتابه إن المستشار موافق على الترسية والمستشار ينفي كلام الوزير بكتاب لاحق مؤكد لرأيه الوارد في كتبه الرسمية السابقة للوزارة.
أين هم من سيل من الأدلة على تجاوزات شرحناها وصحنا بها فترة طويلة تؤكد عدم قانونية ما يحصل وبالدليل الراصغ؟
هناك من يريد تحريك طابة أخرى تشتت الأنظار عن قضايا الفساد الرئيسية.
ربع التحالف في المجلس وللاستذباح على المشاريع تناسوا أنهم كانوا يزعمون للناس أنهم تيار ليبرالي فصوتوا مع إطالة اللحى للعسكريين أما المال العام فمسألة فيها نظر من مشروع بـ800 مليون في جسر جابر الى 4 مليارات في المصفاة الرابعة حتى 400 مليون في مولدات 2007 و2 مليار في الداو ومليارات في المكلسن وشبهات، كل هذا وهم في سكوت متعمد للتورط في هذه المشاريع.
ربع التحالف انضموا لكتلة إسقاط القروض وتناسى التكتل الوطني المزعوم أن نائباً سابقاً كان رئيس هذا التكتل «النائب مشاري العنجري» هو من قاد الحملة المضادة لإسقاط القروض، كل هذا حتى تفتح بوابة المشاريع على شركاتهم.
إن جسر جابر لو مر بهذا الشكل فإنه سيشكل النموذج الأول لكيفية توزيع المليارات بطريقة المحاصصة التي كنا قلناها من قبل وكما توقعنا أنها ستكون محاصصة سياسية لأطراف غير معنية بتنمية.
< ملاحظة: عندما غزا العراق الكويت كان من أوائل الغاضبين سيدة عظيمة اسمها مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا آنذاك، وقد طالبت الرئيس الأمريكي بوش الأب بضرب العراق فوراً وفي أول أيام الغزو الرئيس الأمريكي رد عليها «اصبري شاهدي وتعلمي» تحقق وعد بوش في 7 أشهر… رسالة نرددها لكل معني بالإشارة الحمراء في الكويت اصبروا شاهدوا وتعلموا!
تعليقات