عن شرارة 'البوعزيزي' التي أسقطت الأنظمة.. وكشفت الأقنعة، يكتب بسام الغانم

زاوية الكتاب

كتب 2296 مشاهدات 0


 


رأي معارض 
شرارة البوعزيزي.. التي أسقطت الأنظمة.. وكشفت الأقنعة؟! 
 
كتب بسام الغانم

الثورة الشعبية «البوعزيزية» في تونس التي اسقطت نظام بن علي والذي جثم على صدر الشعب التونسي أكثر من عقدين من الزمن.. والتي تبعتها الثورة المصرية في ميدان التحرير بالقاهرة وبقية المدن المصرية لاسقاط نظام مبارك أوضحت لنا مدى هشاشة الأنظمة التي تقوم على مبدأ «لا أريكم إلا ما أرى» مبدأ إلا بوجود أخطاء لم يقم النظام بمعالجاته وإصلاحها حتى اوقعت ظلما على فئة صدعت وصاحت ونادت بإزاحة الظلم الواقع عليها.. فلم تقم الحكومات بواجبها.. فصدح بالحق رجال لا يخافون في الله لومة لائم.
> قد بان لنا جليا ان القمع لا يولد سوى الكراهية والعداوة والحقد على النظام الحاكم.. وكأن هذا النظام كلما ازداد قمعا كأنه يزداد في نثر المواد سريعة الاشتعال من حوله حتى تأتي ساعة لاتحتاج معها هذه المواد سوى لشرارة صغيرة جدا لتولد انفجارا يطيح بذلك النظام الذي ظن انه سيخلد في هذه الأرض وكأنه لم ير ما حصل لكل الانظمة التي سبقته على وجه الأرض! ونسى تماما القاعدة الدنيوية التي لا يجب على احد مطلقا نسيانها وهي «لو دامت لغيرك ما اتصلت اليك».. فما هي إلا ذكرى حسنة طيبة في الآخرين.. أو لعنة إلى يوم الدين.
> انها شرارة «البوعزيزي» التونسية التي ستخلد في ذاكرة التاريخ المتبقي لهذه الدنيا.. فعلى بقية حكومات العالم الثالث التنبه لهذه الشرارة التي ستعصف بهم بلا استثناء.. وخصوصا الحكومات العربية التي رانت على قلوب شعوبها سنين طوال استمر معها الجوع والغلاء والظلم والفساد.. وعليهم الحذر والاسراع لاتخاذ اصلاحات هباء منثورا أمام سيله المتهاوي من عل.. كما تهاوى على رأس بن علي.
> وعلى الأنظمة تلك ألا تركن لأميركا وأوروبا فقد باعوا الرئيس محمد حسني مبارك برخيص.. فما هو إلا اليوم الثاني للثورة المصرية حتى أعلن البيت الأبيض بان على الرئيس المصري التنحي عن السلطة.. هكذا وبلا مقدمات.. عليه التنحي.. وكأنه لم يقم طوال الثلاثين سنة الماضية بالسمع والطاعة وبما يراه واجبا لهم.. وكأنه لم يعين عمر سليمان ارضاء لهم.. وكأنه لم يرسله الى إسرائيل كثيرا ليريهم ما يراه ويروه ما يرون! وكأنهم دولة واحدة ذات مصالح مشتركة! وكذلك أوروبا التي تخلت عن بن علي ونظامه وهو الذي جعل تونس متنزها أوروبيا! وهاهي قد تخلت عن مبارك ونظامه وهو الذي جعل مصر منتجعات «شرم شيخية» للأوروبيين! ولكن لكل دور وزمن محدد وسيتم التخلص منه!
> نعم يحق لنا ان نتعجب بل نندهش من الموقف الأميركي تجاه ما حصل في مصر.. والموقف الأوروبي كذلك.. وكذلك التدخل الإيراني السافر في شؤون مصر سواء موقف خامنئي أو نجاد أو نصر الله أو خاتمي.. ولله في خلقه شؤون والكل لديه حساباته.. فهل لدينا في الخليج وشبه الجزيرة حساباتنا للمثلث الايراني الاسرائيلي الأميركي والتشكيل القادم للشرق الأوسط الجديد!
> ذهب حسني مبارك ولم يترك السلطة بسهولة لانه كان يعلم بانه سيلاحق كما لوحق بن علي وأسرته.. فقد انكشفت الحسابات البنكية بأوامر أميركا وأوروبا وقدرت ثروة الرئيس بين 40 و70 مليار دولار وهو رقم فلكي يصعب على اكثر من عشرين مليون مصري يعيشون تحت خط الفقر منذ تولى الرئيس السلطة وحتى اليوم ان يتسامحوا فيه.. وكذلك الثائرون الذين يخشون اعطاء الرئيس فرصة فيتم سحقهم وملاحقتهم وسحلهم كما سحل الدكتور عبيد الوسمي! وضربهم كما تم ضرب اعضاء مجلس الأمة في ديوان الحربش! ويقتلون كما قتل محمد الميموني بيد مباحث الاحمدي! ولذلك استمروا فكان النصر لهم في النهاية.. فهل ستعي حكومتنا الرشيدة الدروس المستفادة من «الثورة البوعزيزية» فتسقط القروض عن أبنائها الذين تلاعبت بهم البنوك الربوية لأكثر من عشر سنوات مضت برعايتها وسكوت البنك المركزي فكبلتهم بالديون لعشرين سنة قادمة وأكثر! لسنا في الكويت بحاجة لألف دينار فقط بل الى اسقاط قروض الكويتيين.. وعدم التفريق بين الاجنبي والكويتي في نقاط التفتيش.. فالاجنبي يمشي من غير رؤية هويته وربما كان مطلوبا! اما الكويتي فيتم التحقق من هويته بالكمبيوتر! وفي هذه اللحظة فقط نصدق ان حكومتنا الكترونية وانها ستحول الكويت الى مركز مالي وتجاري وذلك بتكبيلهم بالديون وإلغاء القبض عليهم من خلال كمبيوتر وزارة الداخلية!! «صج حكومة الكترونية!»

 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك