فيصل أبو صليب محذرا: لن يتم السكوت إذا ما تم فرز الشعب الكويتي ثانيةً على أساس عنصري ؟!
زاوية الكتابكتب فبراير 17, 2011, 1:36 ص 3399 مشاهدات 0
كلمات
فإن عدتم عدنا
كتب د. فيصل أبوصليب
لقد عشنا شهورا وربما سنين “شداد” بل و”عجاف”..وها قد أدركت الحكومة أن منهجها كان خاطئا..ويبدو أننا مقبلون على “عامُ فيه يغاث الناس وفيه يعصرون”.. ولا عزاء للعنصريين..وها هو “جورج والاس” السور يختفي..وربما كان هناك من يملك “طاقية الإخفاء” فألبسها إياه ليختفي بل يتلاشى وربما يذوب.. وليتهم فعلوا ذلك منذ زمن..ولكنهم لم يفكروا إلا في أنفسهم وفي ضرب خصومهم عندما أطلقوا في شوارع الكويت وأزقتها ومجالسها وصحفها ومنابرها وإعلامها ذلك “المهرج” الذي ملأ الدنيا عويلا وصراخا وسبابا وشتما.. ووزير الداخلية الجديد يقول أن زمن تسريب الوثائق الرسمية قد انتهى...فهل كان كل ما حصل “أمرُ دبر بليل”؟ وأي شرخ ذلك الذي حصل في نفوس الناس من جراء ما حصل! وكم من الوقت نحتاج ليلتئم ذلك الجرح الغائر؟
وليت البعض يقدر ذلك الموقف الوطني الرائع الذي تحلى به الذين وصفوا زورا وبهتانا “بمزدوجي الولاء”.. فقد تعرضوا لفترة ليست بقصيرة لحملة شعواء نالت من أعراضهم وكراماتهم وأنسابهم وولاءاتهم دون أن يحرك للحكومة ساكنا ولا يهتز لها طرف..ولقد كنت أقابل باستمرار في الجامعة شبابا وأتلقى منهم اتصالاتٍ هاتفية ورسائل الكترونية..وكلهم كانوا غاضبين ومشحونين ومحبطين بسبب ذلك الموقف الحكومي المتخاذل والبائس..وكانوا يرغبون بعملٍ ما يوقف تلك المهازل..ولقد كنت باستمرار أنبههم إلى أننا نعيش في دولة القانون وإلى أنها “غمة وستزول”...وها هي بوادر زوالها تلوح بالأفق...ولكننا نحذر بأن “صوت العقل” ربما لن يجد له صدى إذا تكررت تلك الحملة العنصرية الغبية..وربما ترك “العقلاء” معاقلهم في المرة القادمة..وأنا أولهم.. فأنا “رجلُ من قومي” كما قال الصحابي الجليل سعد بن معاذ لرسول الله عليه الصلاة والسلام.. لذلك فإنه لن يتم السكوت إذا ما تم فرز الشعب الكويتي ثانيةً على أساس عنصري بغيض، وإذا لم يكن لممثلينا في مجلس الأمة دور في التصدي لذلك، فسيكون لمؤسسات المجتمع المدني والتحرك الجماعي دور كبير في إيقاف هذا العبث في الأمن الوطني...فنحن هنا لا ندافع عن قضايا شخصية بل على العكس تماما فهي قضية وطنية خالصة..وقد بحت أصواتنا وهي تنادي بأن ذلك الفرز الفئوي كان من أخطر المهددات للأمن الوطني الكويتي..وأنا لا أعرف غير هذه الأرض وطنا ومن حقها علي وعلى غيري أن ندافع عن أمنها الوطني..على الأقل بالكلمة الصادقة.
تعليقات