الدكتورة سهام الفريح تكشف سرقات أحمد عز وعلاقتها ببعض المستثمرين الكويتيين

زاوية الكتاب

كتب 4267 مشاهدات 0


مصر زينة وما عليها قصور


أ.د. سهام الفريح 

 

 
  

 
يردد الكثيرون وهم غافلون مقولة ان (مصر زينة وما عليه قصور) ومن هؤلاء أهلينا في منطقة الخليج العربي، ولبعضهم الحق فيما يذهبون، لانهم ما ان تطأ اقدامهم مطار القاهرة حتى تبهرهم تلك الفخامة والتجديد التي عليها مطارهم الجديد وما ان تسير السيارة بهم قليلاً حتى مناطق من مصر الجديدة حتى تصدم انظارهم تلك البنايات الشاهقة بفخامتها من مجمعات تجارية وفنادق لا حصر لها، قد تتفوق على ما لدينا في بعض دول الخليج، ولو انتقل بعضهم الى تلك المنتجعات المنبسطة على سواحل البحر الاحمر واشهرها شرم الشيخ فسيجدها تفوق الخيال والوصف، اضافة الى ما يشعر به من رخص في المعيشة عندما يقوم بصرف الدنيار الكويتي مثلا في اي بنك من بنوك مصر ليحصل على 20 جنيها مصريا للدينار الواحد.

لكن هذا الرخاء.. وهذا الرفاه أين منه الانسان المصري العادي، وليس من هم في خط الفقر؟ فما نراه نحن لا يراه ولا يستمتع به الا نسبة ضئيلة جداً من هذا الشعب العظيم.. فكيف للمصري الذي لا يتعدى مرتبه الشهري 600 جنيه أن يرى هذا الرفاه بعينيه.. ولا يتمكن من شراء أهم مستلزماته الحياتية التي لو أراد شراءها من الاسواق الشعبية، وليس المجمعات التجارية لتوقف عن شرائها للغلاء الفاحش التي هي عليه.

لذا، تفجر الموقف في مصر لانعدام العدالة والتوزيع الصادم للموارد، بالتعدي السافر من النظام السابق على موارد هذا الانسان البسيط، عندما نهب هذا النظام وأعوانه أرضه، وقام بتوزيعها على زمرة لا تتعدى أصابع اليدين، فقد قام النظام السابق بمنح اراضٍ تقارب مساحتها 16 مليون فدان، أي 67.2 ألف كيلومتر مربع، تقدر قيتها بـ800 مليار جنيه مصري على خمسة فقط من هؤلاء الاعوان، وقد حسبت هذه الاراضي فوجد ان مساحتها توازي مساحة خمس دول مجتمعة هي الكويت وقطر والبحرين ولبنان وفلسطين التاريخية.

واحد من هؤلاء الخمسة هو أول من هتف الشباب ضده (أحمد عز) فقد طلب في مطلع التسعينيات قرضا لا تزيد قيمته عن 200 ألف جنيه لتطوير مصنع ليصبح أكبر ملياردير يشار اليه بالبنان بسبب ثرائه الفاحش الذي تصل قيمته الى 50 مليار جنيه.

ما الاستثمارات الحقيقية بمصر التي أوصلت هذا الرجل الى هذا المستوى المالي الخيالي!

الجواب هو انه النظام منحه من هذه الاراضي ما مساحته 25 مليون متر مربع تقدر قيمتها السوقية بـ 3.5 مليارات جنيه، أنشأ مصنعا على ما مساحته 150 الف متر مربع وباع 150 الف متر مربع منها الى احد المستثمرين الكويتيين بمبلغ 1500 جنيه للمتر المربع الواحد، ولايزال يحتفظ بالباقي حتى اليوم!

ولم يكتف النظام السابق بتمزيق ارض مصر على هذه الزمرة فحسب، بل تمادى في تعديه على ارض المصريين في منحها الى غيرهم من المستثمرين العرب، فمنح احد المستثمرين الكويتيين ارضا بسعر 200 جنيه في الوقت الذي تباع فيه للمصري في الموقع نفسه بسعر 15 الف جنيه!

انه الظلم والتعدي والطغيان الذي ادى الى هذا البركان الشبابي، والويل كل الويل عند الشعور بالظلم، الذي دفع بالشباب المصري على اختلاف طبقاتهم الى الثورة طلبا للحرية والكرامة، وليس بالضرورة ان يكون جميعهم من الطبقات الفقيرة لكنهم شعروا بمسؤولياتهم تجاه وطنهم واهلهم فهبوا ثائرين ثورة حضارية، سلمية، انسانية.

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك