سامي النصف متسائلا: مصر والعرب إلى أين ؟!
زاوية الكتابكتب فبراير 15, 2011, 11:12 م 2788 مشاهدات 0
مصر والعرب إلى أين؟!
الأربعاء 16 فبراير 2011 - الأنباء
قبيل الانتخابات الاميركية الاخيرة، استضافنا الزميل د.عبدالله الشايجي ضمن برنامجه الشائق «الطريق الى البيت الابيض» للحديث حول تلك الانتخابات المرتقبة، ومما قلناه ان كتاب الباحث وبستر غرفن تاربلي المعنون بـ «السيرة غير الرسمية لاوباما» يوضح ان مستشار الامن القومي الاسبق د.زبنغيو بريجنسكي سيكون عراب المرحلة، ومن ثم فإن معرفة المستقبل تقتضي منا العودة إلى الماضي وقراءة ما كتبه وما فعله الداهية بريجنسكي.
وقد تنبأنا في ذلك الوقت المبكر بتساقط الانظمة الموالية للولايات المتحدة كما حدث في فترة هيمنة بريجنسكي السابقة ابان حكم الرئيس كارتر (1977 ـ 1981) ومعها على الارجح حدوث فوضى عارمة في منطقتي الشرق الاوسط واوراسيا كما ذكر المستشار ضمن مجموعة كتبه واهمها كتاب «الفوضى على اعتاب القرن الواحد والعشرين»، لذا يمكنني القول ان المنطقة ستشهد تساقط المزيد من الانظمة والمزيد من الفوضى السياسية والامنية العارمة.
واذا بدأنا بمصر، فإن السيناتور التفاؤلي الذي يظهر ان ارض الكنانة ستصبح الدولة القدوة في المنطقة بالممارسة الديموقراطية والحرية والحراك الاقتصادي (تعيد إلى الاذهان مقولة العراق الدولة القدوة عام 2003) هو احتمال لاتزيد نسبته بنظري عن 10 الى 15%، اما باقي النسبة فستذهب الى سيناريوهات مرعبة او غير طيبة في حدها الادنى لها اسبابها ومبرراتها، فالحالة المالية في مصر هذه الايام ـ ولأجل غير معلوم ـ تشهد رحيل السائحين والمستثمرين ومحاكمة رجال الأعمال المصريين وتوقف المصانع ووسائل الانتاج وتدهور اسعار البورصة مع مطالب جميع القطاعات بزيادات تصل في حدها الأدنى الى 100%.. و«منين يا حسرة»؟!
مصر ام الامة العربية بحاجة ماسة الى مشروع مارشال عربي ينشئ مئات معاهد التدريب والتأهيل لشبابها ورجالها ونسائها وقيام مصانع ومراكز سياحة وخدمات كما حدث في الصين، ودون ذلك ستفقد الامة العربية رجالها في مصر كما فقدت اراضيها في السودان وستصبح رغم فرحة هذه الايام امة تعيسة لا بواكي لها.
فمعروف تاريخيا ان الثورات تبدأ بشكل جيد ومفرح وموحد ضد الخصم الواحد الذي ما ان يزاح حتى تبدأ الخلافات والصراعات تتزايد بين الكتل والتوجهات السياسية والاجتماعية والدينية والمناطقية، وحتى بين الشعب والجيش، فيما يسمى مرحلة اكل الثورة لابنائها، ويزيد الطين بلة خيبة امل 90% من الناس ممن سيصدمون بحقيقة ان رحيل الرئيس السابق لم يحل شيئا من مشاكلهم المعيشية، بل قد تتفاقم بإحجام السائحين وهروب المستثمرين المصريين والخليجيين والعرب والاجانب بسبب عمليات الحجز والسجن والمصادرة التي يتعرض لها هذه الايام من جل ذنبهم انهم استثمروا أموالهم في بلدهم في تكرار لما حدث بعد ثورة 1952.
الدول الخليجية والعربية ستواجهه مشكلة اخرى هي احتمال الانخفاض المستمر لاسعار النفط في المرحلة المقبلة، وهو ما سيصيب بالضرر المباشر المجتمعات النفطية وغير المباشر المجتمعات العربية التي تعتمد بشكل كبير على «البترودولار»، تلك المصاعب الاقتصادية ستفتح الباب واسعا لمرحلة عدم الاستقرار السياسي والامني الذي سيدخل منه تنظيم القاعدة والتنظيمات المتطرفة الاخرى كما حدث في العراق ولن تنجون كثير من دول المنطقة من الحروب والاضطرابات والتشطير والتفتيت وقانا الله جميعا شر تلك المخاطر التي من اولى دلالاتها بدء الانخفاض المستمر لاسعار النفط.
آخر محطة: خير ألف مرة ان تحتاط لأسوأ السيناريوهات ويحدث أحسنها بدلا من العكس.
تعليقات